(الحلقة الثانية)
بروفيسور فيصل عبداللطيف الناصر
عضو ومستشار المنظمة الدولية لأطباء العائلة
تطرقنا في الحلقة السابقة الى ماهية الخلايا الجذعية وأهميتها وسوف نستكمل في ما يلي التوقعات العلمية للاستفادة منها.
فالتجارب العديدة تجرى لقياس مدى فعالية الخلايا الجذعية في علاج العديد من المشاكل الصحية والتى تبيين النتائج الايجابية وخصوصا فى أمراض السكري وضمور العضلات والجروح والحروق وهشاشة العظام. وتم تجربة استخدامها لاستبدال أو إصلاح الأنسجة التالفة. والدراسات جارية لعلاج مرض إحتشاء عضلة القلب (الذبحة الصدرية) بالخلايا الجذعية التى تعمل على تكوين خلايا عضلية قلبية جديدة وتحفيز نمو أوعية دموية جديدة لإعادة تروية خلايا القلب التالفة وإفراز الهرمونات المساعدة على النمو.
كما من الممكن استخدام الخلايا الجذعية لتكوين كريات دم حمراء جديدة وتكوين اسنان وخلايا سمعية وطبقة من خلايا الشبكية لبعض حالات فقدان البصر وتكوين خلايا بيتا بغدة البنكرياس لعلاج داء السكر, والمساعدة في علاج حالات عدم الانجاب وذلك بتكوين خلايا مشابهة للحيوانات المنوية, وامكانية زراعة غضروف جديد في مفصل الورك وانتاج خلايا عضلية لتكوين عضلات الجسم وعلاج حالات التصلب المتعدد وتصليح الجينات المشوهه المتسببة في امراض وراثية ومحاولة إعادة نمو الشعر او التقليل من تساقطه. ومؤخراّ لعلاج تليف الكبد تم انتاج كبد للإنسان من الخلايا الجذعية تحتوى على المكونات الطبيعية للخلايا الكبدية والقنوات الصفراوية والأوعية الدموية .كما وضعت بعض العيادات برنامجا شاملا لعلاج ومكافحة الشيخوخة بالخلايا الجذعية الجنينية وكانت النتائج إيجابية.
هذا وتمت تجربة علاج حالات التوحد التى بسببها يضطرب الجهاز العصبي المركزي بالخلايا الجذعية الجنينية باعتبارها المصدر الوحيد للخلايا الجذعية العصبية او السلائف العصبية, ومحاولة القضاء على أسباب هذا المرض من خلال ترميم الخلايا العصبية التالفة واستعادة عملها الطبيعى وتصحيح مناعة الجسم.
وحتى وقت قريب كان الاعتقاد السائد أن رئتين الإنسان البالغ لا تحتويان على أية خلايا جذعيه ولكن فى عام 2011 قلب الباحثون في برمنجهام ومستشفى النساء في ماستشوستس هذا الاعتقاد رأسا على عقب عندما اكتشفوا وجود خلايا جذعيه في الرئتين قادرة عند حقنها في الفئران المصابة بأضرار فى رئتيها تشكيل هياكل للرئة الجديدة وأجزاءها بما في ذلك الأكياس الهوائية والشعب الهوائية الصغيرة حيث فتح هذا الاكتشاف الابواب عن إمكانية إيجاد علاجات جديدة لمرض الانسداد والالتهاب الرئوي ببناء أنسجة جديدة للرئة لتحل محل الأنسجة التالفة وتحفيز تكوين شعيرات دموية جديدة في الرئتين مما يؤدي إلى تحسين وظائف الرئة. وقد يستغرق الأمر عدة سنوات من البحث قبل اقرار هذا النوع من العلاج ولكنة سوف يأتي بثماره ويغنى المرضى من خوض غمار عمليات زراعة الرئة المعقدة والمؤلمة والمحفوفة بالمخاطر.
أخيرا ومما ذكر…… يتبين من ان العلاج بالخلايا الجذعيه هو علاج واعد للعديد من المشاكل الصحية المستعصية فاتحاّ ابواب الامل للمرضى المصابين.