العادة المميتة
يعتبر التدخين أفة صحية مهددة لحياة الانسان ومؤدية لاصابته بامراض عديدة اخطرها أمراض القلب. حيث يصاب بها 49% من المدخنين مقارنة الي 4% من غير المدخنين. ولعدد السجائر ونوعية التبغ علاقة مباشرة فكلما زادت عدد السجائر المدخنة يوميا كلما ازدادت احتمالات الإصابة بتلك الامراض.
ويعد التدخين سبب رئيسي للموت ففي حين قتل خلال الستة أعوام من الحرب العالمية الثانية ربع مليون بريطاني، نجد بأن التدخين قد قتل ضعفي ذلك العدد خلال الستة الأعوام الماضية, وكذلك فانه يقتل أربعة أمثال من يقتلون نتيجة للحوادث المختلفة حيث وصل عدد الوفيات المباشرة لة هذا العام الي اربعة ملايين شخص.
إن التدخين لا يؤثر فقط علي صحة الجسم بل على الحياة الاجتماعية والنفسية والعلاقة الأسرية قاطبة، بالإضافة إلى تأثيره على اداء الإنسان وإهدار اللأموال الخاصة والعامة.
وبالرغم من ذلك تشير الإحصائيات لازدياد حجم مبيعات السجائر في العالم. ففي عام 1970 كانت 3180 بليون سـيجارة وصلت إلى 4260 بليون عام 1987 وخصوصا في الدول النامية الذي تتفاقم حجم المضاعفات فيه بسبب شحه الموارد المالية إضافة للفقر والجهل.
ويتعرض الغير مدخن كذلك الي عواقب صحية متعددة جراء التدخين السلبي عند مجاسة المدخنين وخصوصا الأطفال الذبن هم أكثر عرضة حيث تصل نسبتهم إلى 63% .
تحوي السجائر على العديد من المواد السامة أخطرها القطران والنيكوتين. ويرجع اسم النيكوتين إلى سفير فرنسا في البرتغال (جين نيكوت) في القرن السادس عشر الميلادي، الذي أهدى خليط من بودرة مادة النيكوتين إلى الملكة كاثرين لعلاج صداعها النصفي الذي كانت تشكو منه باستمرار. وتتراوح نسبة النيكوتين في كل سيجارة بين 1% و 3% المؤدي للإدمان والمؤثر علي الجهاز العصبي وللعلم فأن حقن مقدار نيكوتين سيجارة واحدة في الوريد يكفي للقضاء على حياة الانسان فورا.
أما القطران فهي مادة زيتيه ثقيلة ولزجة مهيجة جدا لاغشية شعب الرئتين الهوائية مؤدية الي خلل في عمل الأهداب وازدياد إفراز السوائل المخاطية وضيق في الشعب الهوائية وبالتالي ازدياد احتمالات الاصابة بالسرطان.
ومن الغازات السامة التي تحويها السجائر هو غاز أول أكسيد الكربون، الذي بتحد مع هيموجلوبين كريات الدم الحمراء مانعا اتحادها بالأوكسجين. ويعمل كذلك على زيادة ترسب الكولسترول في الشرايين الدموية. وفي الحامل ينتقل النيكوتين إلى الجنين مؤديا الي مضاعفات اهمها صغر حجم ووزن الجنين عن المعدل الطبيعي. كما ان نسبة وفيات الأطفال أثناء وبعد الولادة تزداد لدى النساء المدخنات بمعدل 30% عن المعدل الطبيعي. ويتسبب التدخين في نقص مستوى ذكاء الطفل وعلي المدي البعيد وجدت الدراسات بانهم عند سن السابعة يكونون أقصر طولا ونموا بصفة عامة من الأطفال الاخرين. وتبقي الحقيقة الهامة هي أن طفل المرأة المدخنة يعتبر طفلا مدخنا كذلك، حيث في الطفولة ينتقل النيكوتين له عن طريق حليب الثدي وفي الكبر يحاول تقليد والديه.
هذا ويتسبب التدخين في مضاعفات عديدة اخري كسرطان الفم والحنجرة, والتهابات المعدة, وتصلب الشرايين والإجهاض لدي الحامل بسبب ازدياد هرمون الأوكسيتوسين.
واخيرا فان التدخين يعتبر من اسوء ماقدمته المدنيه للانسان حيث يتسبب في وفاة المدخن قبل أوانة بعشرة أو خمسة عشر عاما كما ان الانسان معرض لنقصان العمر بمعدل خمس دقائق ونصف لكل سيجارة يدخنها وتزداد احتمالات وفاته بعد سن 65 إلى الضعف .
إن معظم الذين توفوا بسبب التدخين كان بإمكانهم البقاء على قيد الحياة من عشرة إلي ثلاثين عاما لو لم يكونوا من المدخنين.