بروفيسور/د فيصل عبد اللطيف الناصر
كلية طب أمبريل, لندن
مستشار المكتب الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية
الإسهال عبارة عن زيادة عدد مرات التبرز مع زيادة نسبة السوائل المفقودة من الجسم وذلك بسبب عدم الامتصاص الكافى للأمعاء لهذة السوائل والمعادن مما يؤدي الى نقص نسبتها فى الجسم. ولتعريف الإسهال لا يتم الاعتماد فقط على عدد مرات التردد للمرحاض بل على كمية السوائل المفقودة.
هنالك عدة عوامل رئيســـية متسببة في حدوث الإسهال منها خلل في وظيفة خلايا واغشية جدارالأمعاء الناقلة للسوائل من القناة إلى داخل الأمعاء وبالتالي تتجمع السوائل في القناة نفسها او ان هنالك عيب خلقى يتسبب فى نقص طول الأمعاء او لسبب ما تكون حركة الامعاء فى زيادة اكثر من المعدل الطبيعى, وفى بعض الحالات تكون هنالك زيادة في نفاذية (permeability ) جدار الأمعاء والمعدة مما يؤدي إلى زيادة إفراز السوائل فى القناة.
ان السبب الرئيسي لحدوث الاسهال وخصوصا فى فترة الصيف هو تلوث الاغذية بالميكروبات والفيروسات اوالعفن. كما تتسبب فيها الالتهابات والنزلات المعوية والاصابة بالديدان المعوية او حدوث التهابات في أماكن أخرى من الجسم كالالتهابات القيحية. كما يحدث بعض أنواع الإسهال بعد الشفاء من الأمراض والعدوى، وهذا ناتج عن عدم احتمال المواد الكربوهيدراتية وسوء التغذية, ولاننسى بان هنالك علاقة بين حدوث الاسهال وبعض السلوكيات المتبعة فى الغذاء مثل الإفراط في الغذاء اوسوء التغذية اوالحساسية من بروتين الحليب او الحساسية من بعض الأطعمة. وكذلك التهابات الأمعاء والقولون العصبى ومشاكل خلقية تتسبب في الإخلال بعملية الامتصاص في الأمعاء. ويحدث الإسهال كذلك بسبب التسمم الدوائى او اثناء العلاج بالإشعاع أو بالمواد الكيماوية وعندما يكون هنالك خلل في جهاز المناعة. كما لايجب ان نغفل بان بعض الحالات النفسية والاجتماعية قد تؤدى للاسهال كذلك.
وللإسهال تأثيرات متنوعة على جسم الانسان تعتمد على شدة الإسهال ومدتة وبنية المريض و عمرة وحالة التغذية لدية وقوة مناعة جسمه كما يعتمد على تزامن وجود مشاكل مرضية أخرى مع الإسهال. عموما فالإسهال الحاد يؤدي إلى حدوث الجفاف واختلال في توازن المعادن في الجسم مما يتسبب فى مشاكل فى معظم اعضاء الجسم وخصوصا الدماغ والقلب والكلية وله اثار صحية وخيمة قد تودى بحياة الانسان فى بعض الحالات.
بينما يتم تشخيص مسببات الاسهال بوساطة الطبيب والفحوصات الطبية فلابد من التشخيص الفورى لمدى تأثيرة على وزن المصاب وعلاجة فورا وخصوصا لدى الاطفال.
وبالتالى يعتمد العلاج اساسا على تشخيص المسببات وعلاجها ومن ثم الامتناع عن الطعام خلال الفترة الأولى مع التعويض المستمر بالسوائل والأملاح وخصوصا عن طريق الفم حيث تغير مفهوم العلاج عن الماضى الذى كان يعتمد على تزويد الجسم بالسوائل عن طريق الوريد، فالتروية عن طريق الفم اصبحت من أهم الطرق المستخدمة في العلاج والتى تبنتها منظمة الصحة العالمية منذ عام 1971. وتم اعتمادها فى جميع بلدان العالم حيث كانت لها في الدول النامية نتائج ايجابية مما أدى إلى انخفاض شديد في نسبة الموت الناتج عن الإسهال.
ويستخدم للتروية عن طريق الفم مسحوق المعادن (ORS) الذي يأتي على شكل مسحوق في غلاف من الألمنيوم المحكم، ويخلط في لتر واحد من الماء. ومن الممكن ان نقوم بعملية اسعاف اولى فى المنزل لتعويض السوائل والمعادن المفقودة عن طريق بعض المواد البسيطة المتوفرة مثل الزبادى اوماء الرز او الموز او شوربة الجزر او خليط الملح والسكر مع الماء. وفي بعض الأحيان يستخدم الملاس (Molasses) كبديل للسكر، والأخير له فائدة جمة لأنه يحتوي بالإضافة إلى الجلوكوز على البوتاسيوم وكربونات الصوديوم .
وبالتالى فإن العامل الرئيسي في علاج الاسهال وخصوصا لدى الاطفال هو التروية ثم التروية ثم التروية وعدم استخدام الادوية العاملة على ايقاف الإسهال وخصوصا المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب، لأن بعض تلك الأدوية قد تؤدى كذلك للإسهال.