CATEGORY ARCHIVES: HHCC NEWS

ألأمراض المزمنة – هل هى حقاً مزمنة

بروفيسور/د فيصل عبد اللطيف الناصر

كلية طب أمبريل: لندن

رئيس مركز الرعاية الصحية المنزلية: البحرين

يطلق على الامراض بأنها مزمنة عندما تٌزامن الانسان طوال حياته ويكون من الصعب علية التخلص منها, هذا و لقد بينت الدراسات السابقة بأن هذه الأمراض ليس لها علاج فعال نهائي وإنها لا تنتهي عند سن معين ولكن بالعقاقير والمتابعة بالإمكان التحكم فى مستوى مؤشراتها مع الوقاية من مضاعفاتها لذلك يداوم المريض على العلاج طوال فترة حياتة. علماً بان مجموعة الأمراض المزمنة تشمل عدة امراض منها ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع نسبة الكوليسترول (اضافة الى امراض اخرى نحن ليس بصدد الحديث عنها) و سوف نتطرق في هذا المقال على الامراض المزمنة الشائعة بسبب الازدياد الكبير في معدل انتشارها في منطقتنا.

هنالك معلومة تفيد من ان هذة الامراض لها علاقة بوزن الجسم فعلى سبيل المثال العلاقة بينه بين السمنة و داء السكر (من النوع الثاني) فهى عامل رئيسى فى حدوثه, ومن مضاعفات مرض السكر اختلال نسبة الدهون في الجسم وبالتالي ارتفاع نسبة الكوليسترول المؤدي الى تصلب الشرايين وبالتالي ارتفاع ضغط الدم, آي ان زيادة وزن الجسم له تأثير مباشر على الإصابة بأحد هذة الأمراض المزمنة أو جميعها حيث انه لمن المعروف أن الاصابة بأحدها يعرض الانسان للمضاعفات المؤدية لحدوث المجموعة الأخرى من الأمراض. لذا فإن العلاقة مباشرة وواضحة بين زيادة الوزن واختلال مؤشرات الاعتدال في الجسم.

لقد حاول الاطباء والباحثين مؤخراً الى فك هذا الارتباط فوجدوا انه في حال انخفاض الوزن فبالإمكان حدوث علاج نهائي لتلك الأمراض المزمنة هذا و اكدت الدراسات من أن انخفاض كل كيلوغرام واحد من وزن الجسم يصاحبه نزول درجه واحدة تقريباً من ضغط الدم السيستولي والدايستولي, كما ان انخفاض كيلوجرام واحد من وزن المصاب بالسكر من النوع الثاني يعمل على اطالة العمر حوالي من 3 الى 4 شهور.

كما تبين كذلك ان احتمالات الاصابة بالذبحة الصدرية وجلطات القلب تصل الى 20% فى الذكور و37% في الاناث مع زيادة كل 2 كيلو وربع فى وزن الجسم و أن داء السكر يكلف حوالي 13. من اجمالي الميزانية المحددة للصرف على الشؤن الصحية في معظم الدول منها 80% يصرف على المضاعفات التي كان بالامكان الوقاية منها

وأوضحت الدراسات الحديثة ان السمناء المصابين بالسكر من النوع الثاني والذين تتم لهم عمليات تحوير او تكميم للمعدة بهدف انقاص الوزن فانهم إما يشفون تماما من هذا الداء او يقل بشكل كبير مقدار استخدامهم للادوية كما يتحسن ضغط الدم وتنخفض معدلات الدهون لديهم.

وبينت نتائج البحوث ان الصوم عن الطعام لهو عامل مهم جداً مساعد فى الشفاء من هذه الامراض وهنا تتبين حكمة ديننا الحنيف وتتجلى قدرة الله سبحانه وتعالي من فرضه للصيام في شهر رمضان الذي يساعد الجسم على التخلص من السموم وكذلك الشفاء من الامراض مما يدحر النظريات السابقة القائلة بأن هذه المجموعة من الامراض المزمنة لا يمكن الشفاء والتخلص منها.

‏الأحد‏، 07‏ أكتوبر‏، 2018

ألألم هل هو نقمة ام نعمة

بروفيسور/د فيصل عبد اللطيف الناصر

كلية طب أمبريل : لندن

رئيس مركز الرعاية الصحية المنزلية‏

لماذا نشعر بالألم؟ هل نحتاج للألم؟ لماذا اوجد الله الألم وهل الألم نقمة أم نعمة؟   لقد عرّفت منظمة الصحة العالمية الألم بأنه “تجربة حسية أو عاطفية غير مرغوبة ترتبط بضرر فعلي أو محتمل في الأنسجة”.

وبالرغم من ان الألم هو شعور غير سار الا انه يعتبر نعمة من الله وهبها للإنسان لما له من فوائد عديدة فهو يشعر الإنسان بحدوث متغيرات في جسمه قد تعرضه للخطر فيمّكنه من تفادي الإصابة او المضاعفات.

إن تجربة الألم تعزز أنظمة الدفاع في الجسم وتمنعه من التجارب الغير سارة التي قد تعرض لها سابقاً كما يوفر الألم قوة دافعة للتعلم وتحسين المهارات وتحقيق التغيير الإيجابي فلن يتمكن الرياضي على سبيل المثال الفوز دون معانات آلام التدريب المضني ولن يتمكن الشخص من الوصول الى الوزن المثالي دون الصبر على الامتناع عن الاطعمة وكل ذلك يبني القدرة على التحمل والصبر, كما يذكرنا الألم بتجنب السلوكيات السيئة وعدم تكرارها مما يعطينا الحكمة, والألم يجمع الناس ويعزز التعاطف والدعم الاجتماعي حيث يوفرون المساعدة كما يعطينا التوازن ويذكرنا بقدرة الله وبمحدودية قدراتنا لكي لانطغى على الاخرين. ومن الممكن أن يكون الألم إشارة تحذير لأمر خطير او لمشاكل صحية في الجسم كمثل تلف الانسجة او التهاباتها عن طريق القطع أو الكسر على سبيل المثال لكي يفعل شيء تجاه ذلك وإلا قد يتعرض لخطر حدوث تلف او الحرق عندما يلمس سطح ساخن.

وللتعرف على الألم فلابد من التطرق بدايةً لفسيولوجيا الألم الذي يبدأ بإشارات صادرة من مكان الإصابة عبر الألياف العصبية إلى الحبل الشوكي ومن ثم الى جزء الدماغ المسمى Thalamus  فتتفاعل المعلومة ويتم تحليل تلك الاشارات وبالتالي إفراز بعض الهرمونات التي تشعر الشخص بحدوث المشكلة فيقوم بتفادى المزيد من الاصابة. فعلى سبيل المثال عند حدوث اي تهيج لأي جزء من الجسم كمثل ملامسة موقدًا ساخنًا فإن المستقبلات الحسية في بشرتنا ترسل الرسالة ويأتى الرد سريعاً بالإحساس في ذلك الجزء من الجسم ويتم التفاعل مع الألم سواء بالانزعاج أو الغضب او التأثر النفسي اضافة الى التفاعل اللاإرادي لإستجابة منعكسة للخلايا العصبية الحركية فتتقلص عضلات الذراع لتبعده بعيدا عن مصدر الاذى وكل ذلك يحدث في جزء من الثانية.

وللألم انواع فأي خلل في اي جزء من الجسم يصاحبه نوع معين من الألم فقد يكون حاداً اوان يكون مزمناً (يستمر لفترة طويلة) وقد يحدث بصورة فجائية ولمدة قصيرة او يحدث بصورة بطيئة وقد يحدث في جزء من الجسم بينما يسمع في جزء اخر او قد لا يكون الألم لأية أسباب عضوية بل لمشاكل نفسية او عاطفية او اجتماعية او روحية.

ان الاحساس بالألم هو إحساس شخصي يعتمد على الشخص ذاته فإن اصاب شخصين نفس مسبب الألم كالوخز مثلاً فإنهما لا يشعران بنفس درجة الألم فهناك عوامل عديدة تؤثر على درجة الألم وشدته وتختلف من شخص الى اخر ومن ذكر الى انثى ومن طفل الى بالغ والى مدى اللياقة الصحية ومدى تاثيرالعوامل الوراثية اوالاجتماعية اوالنفسية اضافة الى العلاقة بمهنة الشخص, وبالتالي تختلف ردة الفعل للألم فهنالك من يتحمل وهناك من ينفعل واخر قد يجهش بالبكاء.

ولتشخيص مسببات الالم فلابد من معرفة ستة امور رئيسية: الأولى نوعية الألم (كمثل وخزات الابر اوالحرارة او قاطع كالسكاكين او ثقل على الصدر) و ثانيا زمن بدء الألم وثالثا معرفة اذا ما كان الألم في ازدياد أو نقصان ورابعا مكان الالم وهل الألم يُسمع في مكان آخر وخامسا العوامل المؤديه الى زيادة او انخفاض حدته ‏وأخيرا معرفة إذا ما كانت هناك عوارض مصاحبة للألم.

هذا وقد يحدث الألم بسبب مشاكل عاطفية او نفسية في غياب أي سبب عضوي محدد بشكل واضح كمثل موت عزيز أو عدم القدرة على مجاراة الامور والصعوبات اليومية, فيعبر الجسم عن هذه المشاعر بشكل ألم. هنا يجب ألا يتم التركيز على مسكنات الألم فحسب ولكن لابد من تحديد ومعالجة الاسباب الرئيسية المؤدية لذلك الألم لأن الإنسان ليس مجرد مجموعة من الأعضاء المستقلة تحت جلد واحد ولكن هنالك جهاز عاطفي ونفسي قد يختل مما يؤدي الى أعراض كآلام في الجسم ومع الاسف الشديد غالباً ما يتجاهل بعض الاطباء تلك الحقيقة.

ولإبراز اهمية الشعور بالألم تخيل أنك لا تصاب بالألم عند حدوث اي امر عارض في الجسم لذا فانك ستستمر في نشاطك المعتاد عليه مما قد يتسبب في مضاعفات لدى الطرف المصاب فمثلا عدم الشعور بألم الحرارة عند ملامسة اجسام حارة حتما سيؤدى الى حرق العضو وتلف الأنسجة مما قد يؤدي إلى الموت.

وختاما فان حاسة الألم تعتبر نعمة لابد من حمد الله عليها.

ألأقدام ومشاكلها

بروفيسور/د فيصل عبد اللطيف الناصر

كلية طب أمبريل : لندن

رئيس مركز الرعاية الصحية المنزلية : البحرين

يتم بتر لطرف من الجسم في كل 20 ثانية حول العالم وذلك بسبب داء السكر ولعلك تتصور انه خلال قراءتك لهذا المقال والذي قد يستغرق منك 10 دقائق فيكون قد تم بتر حوالي 30 طرف.

وتفيد ألإحصاءات الميدانية ان الاصابة بمرض السكر في ازدياد مضطرد وخصوصا في منطقة الخليج العربي حيث وصلت النسبة بين السكان إلى أكثر من 30%.  ومن المعروف والمسلم به ان لهذا المرض مضاعفات عديدة منها اقتصادية مؤثرة سواء على المريض او على الدولة الموفرة للعلاج والتي سيفقد منها يد عاملة مؤثرة في اقتصاد البلد كما ان المشاكل الصحية التى تصيب المريض عديدة لأن المرض بإمكانه التأثير على جميع اجهزة الجسم ابتداء من الدماغ والعين وجهاز المناعة والجهاز التنفسى والدورى والشرايين الدموية والكبد والبنكرياس والكليتين وكذلك التأثير على أطراف الجسم (وهذا هو موضوع حديثنا) التى قد تصاب بالعديد من المشاكل أسوأها الغرغرينا ومن ثم البتر , علما بان بتر احد الاطراف لا يؤثر على وظيفة ذلك العضو فحسب وإنما على نفسية المصاب مؤدية الى ألاكتئاب والاعتلال النفسى.

وبالتالى فالوقاية من داء السكر هو الهدف الرئيس من اى برنامج وقائى إلا انه في المصابين تكون الغاية هى الوقاية من اصابته بأي من المضاعفات أعلاه وذلك عن طريق الفحص الدوري لاكتشاف العلل مبكرا ومحاولة علاجها منعا لحصول المضاعفات , وخصوصا المضاعفات التي قد تصيب القدم وتتسبب في الالتهابات التي من الممكن في النهاية تؤدي الى البتر, حيث تشمل المضاعفات على الاقدام مايلي: الاحساس بالحرقه, أوجاع المفاصل, ضعف وألام وتقلصات العضلات اثناء المشى, برودة الاطراف, تساقط شعر القدم, الالتهابات البكتيرية والفطرية مابين الاصابع, التقرحات الجلدية, نمو الاظافر في الجلد واللحم وكوين مسمار القدم وفقدان التوازن, أهمها هو التنميل واختلال الاحساس في الاطراف حيث يؤدى الى انعدام الشعور بالصدمات والجروح فتتلوث وتلتهب وقد تتطور الى غرغرينا مؤديه في نهاية المطاف إلى بتر في الاطراف (ألأصابع, القدم, الساق), فالكشف المستمر على الاطراف من قبل أخصائيين علاج القدم هام جدا الذين بإمكانهم منع حدوث اكثر من 90% من المضاعفات المذكورة , فيعملون على محورين الاول الوقاية من الاصابة بأية مضاعفات والثانى هو الاكتشاف المبكر لها ومحاولة علاجها ومنعها من التطور. فعيادات الكاحل والقدم تقوم بالكشف المبكر على تلك المضاعفات وإيجاد الحلول المناسبة لها والتي تشتمل على توفير البيئة الصحية المناسبة والمريحة للقدم اثناء عملية السير لكي لا يكون هنالك اية احتكاكات لأية اطراف في القدم, كما تتوفر في هذه العيادات الاجهزة ألإلكترونية التى تقيس انحناءات وتقوسات القدم وتصنع فرشة الحذاء المخصصه لذلك المريض والتي تعمل على توزيع الضغط الناتج عن وزن الجسم بالتساوي على جميع زوايا القدم حتى لا تكون هنالك نقاط يزيد فيها الضغط على النقاط الأخرى المتسببة في حدوث  التقرحات كما تساعد هذه الفرشات على تخفيف آلام الركبتين والساقين وأسفل الظهر وكذلك تعالج الأعراض العديدة الناتجة عن اختلال توازن الجسم وأهمها اجهاد عضلات جهة من الجسم على حساب الجهة ألأخرى والمؤدية مع مرور الوقت ‏الى التهاب المفاصل وألام اثناء المشي كما توفر هذه العيادات لمرضى السكر الحذاء المريح المناسب و الدافئ والمانع لحصول الخدوش والجروح في القدم.

الصرع

بروفيسور/د فيصل عبد اللطيف الناصر

كلية طب أمبريل : لندن

رئيس مركز الرعاية الصحية المنزلية‏

المرض الغامض المخيف

الصرع حالة مخيفة تشوبها معتقدات خاطئة و أوهام وخرافات. فتارة تعزي الي الجنون وتارة تعزي الي إلتباس الجن والأرواح الشريرة في الانسان وإخري الي مس من الشيطان للإنسان ودخوله في بدنه  والتكلم على لسانه.  وبالتالي نجد أن كثير من المصابين الجهل يتعرضون الي العنف الشديد في جلسات من الضرب وذلك بعقيدة استخراج الجن من الجسد.

فمهما قيل عنه يضل الصرع حالة مرضيه الا انها مرعبه.  وأعراضه عبارة عن نوبات متكررة من التشنج العضلي والإغماء (في بعض الحالات). انه ناتج عن استفزاز لمنطقة معينة بالدماغ تؤدي الي اختلال عملها فتصدر عنها موجات كهربائية غير مستقرة تبعث بشرارات إلى عضلات الجسم ينتج عنها نوبات من التقلص والاسترخاء في هذه العضلات.

  • هناك عدة  أنواع من الصرع:
  • الصرع الشامل الذي يصاحبه فقدان الوعي
  • الصرع الجزئي
  • الصرع الخفيف

إن أسباب الصرع عديدة، ولكن معظمها ناتج عن تأثر الدماغ لعوامل منها الحوادث أو ارتفاع شديد في حرارة الجسم أو التهاب الأغشية الدماغيه والسحائية. كما أن نقص نسبة الأوكسجين الواصل إلى المخ سواء كان ذلك أثناء الولادة أو لأي سبب أخر له تأثير سيئ على الدماغ. وقد تكون الأسباب ناتجة عن أمراض وراثية أو تشوهات في نمو الدماغ او اضطراب الجهاز العصبي.

أعر اض المرض:

 في الصرع الشامل تنتاب المريض حالة من عدم الارتياح تسمى  الهالة ” Aura “، يشعر فيها
بالدوران والغثيان ثم السقوط ارضا وفقدان الوعي وبدأ العضلات في التشنج، ومن بينها عضلات الفكين التي تؤدي الي احتمالات عض اللسان او بتره وعضلات الحوض مؤديه لفقدان التحكم في مخارج التبول والتبرز . وبعد فترة ثواني قد تمتد الي دقائق تختفي التقلصات ويذهب المريض في نوم عميق يستيقظ بعدها بآلام في جميع أجزاء جسمه، وقد يكون مصاحبا للفقدان الوقتي للذاكرة.

اما في الصرع الجزئي او البسيط يشعر المريض بالدوخة الوقتية (فقدان الشعور الجزئي جدا) وقد تكون الحالة متصاحبة لبعض من التشنجات العضلية.

هناك  عوامل عديدة تؤدى لحدوث الانتكاسة من أهمها الإرهاق الجسدي, قلة النوم, طول النظر إلى شاشة التلفزيون, نقص الأوكسجين عن الدماغ, اضطراب حاد في نفسية المريض, الإدمان على المواد الكحولية ونقص نسبة السكر في الدم.

العلاج:

رغم إمكانية الطب الحديث علاج معظم حالات الصرع وعودة المريض الي حالته الطبيعيه باستخدام العقاقير المختلفة لمدة لا تقل عن سنتان إلا انه يجب علي المريض وأهله مراعاة امور هامة جدا اثناء فترة العلاج تشمل: ضرورة احتفاظ المصاب ببطاقة تعريفيه تحوي بيانات خاصة باسمه وعنوانه وتشخيص المرض لكي يتم التعرف عليه وعلي مرضه عند اصابته بالنوبة. وعلى المريض تجنب السباحة وحيدا في البركه أو البحر. إذا كانت طبيعة عمل المريض تحتم عليه العمل في الأدوار العليا كعامل البناء اوالصباغة مثلا، فعليه عندئذ تغيير طبيعة عمله لكي لا يتعرض للسقوط اثناء النوبة. يجب ان لا يقود المصاب سيارة أو دراجة نارية بتاتا إلا بعد مضى 3 سنوات من العلاج مع خلو الفترة من الإصابة بالنوبة وكذلك بعد استشارة الطبيب.

ان المسئولية المناطة علي اقرباء المصاب وخصوصا الاطفال منهم كبيرة جدا  تشمل رعايتهم ومراقبتهم والحرص علي استخدامهم للدواء بصفه مستمرة دون انقطاع لفترة لا تقل عن سنتان مع المراجعه الدوريه لطبيب العائلة.

مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) والتعامل معه

بروفيسور/د فيصل عبد اللطيف الناصر

كلية طب أمبريل : لندن

رئيس مركز الرعاية الصحية المنزلية‏

يعتبر الإيدز مشكله كبيرة تؤرق الوسط الطبي والمصابين به. فالإحصائيات تشير بوجود حوالي 40 مليون حالة في العالم تشمل 5,2 مليون طفل تحت سن 15 سنة.

وفي كل عام تظهر 5ملايين حالة جديدة بمعدل 14000 في اليوم او11 حالة في الدقيقة. والوفيات الناتج عنه عالي جداً حيث قدرت بعام 2003 بحوالي 3 مليون. كما ان 14 مليون طفل سنويا يصبحون ايتام لوفاة أحد والديهم من جراء الإيدز. إلا ان هناك عدم دقه في نسب الإصابة حيث يعتبر المرض وصمة عار في بعض المجتمعات.

ان 70% من الحالات تحدث في القارة الأفريقية مما يشكل تهديداً للصحه العامه والاستقرار في العالم كله الا انة بالرغم منذلك فهنالك تدني في المخصصات المالية المخصصة لعلاج هذا المرض ففي كينيا مثلا يبلغ المخصص لعلاج المرض في العام دولار واحد فقط. ولكن الاجراءات الوقائية والعلاجيه في العالم تستقطع جزء كبيراً من ميزانية وزارات الصحة. ففي امريكا ارتفعت ميزانية الصحة من 7 مليار دولار عام 1986 إلى 6,55 مليار دولار عام 1991 لمحاربة هذا المرض.

فبالرغم من خطورة المرض و تبعاته الصحيه والاجتماعية الكبيرة لدرجه تسميته بطاعون العصر الا ان علي العاملون بالوسط الطبي الالتزام بالاخلاقيات المهنيه والاسلاميه عند التعامل مع المصابين. فالطبيب ومع ادراكه بقدسية حياة الإنسان وضرورة المحافظة عليها عليه واجبات أساسية لايمكن ان ينتقصها عند تقديم الرعاية اضافة الي توفير سبل الوقاية والنصح والتثقيف للمريض والمجتمع.

فالطبيب المسلم إسحاق ابن على الرهاوي في كتابة المشهور “أدب الطبيب” عرّف أخلاقيات مهنة الطب وذكر واجبات الطبيب التي تشمل المسئولية المهنية وحقوق المريض والمجتمع. وعند تعامله مع هذا المرض وغيره يجب ان يكون دافعه أساساً نابع من التعاليم الإسلامية التي تدعو إلى الأمانة والإخلاص في العمل و توقير حياة الإنسان والاهتمام بقدسية البدن والروح و المحافظة على خصوصياتها. ويذكر “شاهد عطار” الذي ألف العديد من الكتب عن الطـب الإسلامي انه بالرغم من إن حياة الإنسان قصيرة كما تبدو في هذا الكوكب إلا أن هذه الحياة تعتبر عطية وهدية كبيرة من الخالق ومن الممكن تشبيه وجود الروح في جسمنا لمدد محدودة كمثل استئجار شقة في بناية جميلة فالشيء الوحيد الذي يسمحه المالك للمستأجر هو المعيشة في هذه الوحدة ضمن قواعد وقوانين معينة تسمح له بتطوير الوحدة وليس بتخريبها أو تدميرها.

لذا فالتعامل مع مشكلة الإيدز يجب ان تتم من منظور التعاليم الإسلاميه والتي أساسها هو الوقاية من حدوثه باتباع التعاليم الحميده التي من اهمها تقنين الحياة الجنسية من خلال الزواج الشرعي الذي شرعه الله سبحانه وتعالى ومراعاة الله في أي خطوة يخطيها الطبيب.

الصيام

وتأثيره على الصحة البدنية والروحية

بروفيسور فيصل عبداللطيف الناصر

رمضان شهر العبادة والإيمان  وفرض من الرحمن وبه الكثير من الخيرات العائدة علي الانسان. يقول جل جلاله “وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون”. فللصيام فوائد عديدة لا تحصر في الابدان بل علي نفس وروح واخلاق الانسان التي تعمل علي الارتقاء به وسموه في كل زمان ومكان.

فالصوم أقوى سلاح للاضطرابات النفسية حيث يعمل علي التوازن النفسي والروحي والجسدي لماله من قدره علي رفع المستوى الفكري فوق المستوى المادي وبالتالي الشعور بالارتياح والطمأنينة والصفاء الذهني. وبالجانب الروحي يعمل علي تطويع وتهذيب النفس البشرية ومجاهدتها وتهدئتها والحد من الغضب والاقلال من الثورة النفسية والقلق والتوتر والاكتئاب والأرق ومن ثم التحكم في اهوائها والسيطرة علي شهواتها وزيادة مقدرتها علي الصبر وتحمل الأذى وعلى مواجهة المصاعب الحياتية والإحباط المتكرر, ويساعد علي التغلب على العادات والممارسات غير الصحية كالتدخين والإفراط في الأكل, ولكي يعلمنا طريقة الاستفادة الكاملة من هذا الشهر يقول رسول الله صلي الله علية واله وسلم “إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد فليقل إني إمرأ صائم”.

اما علي صعيد الجسد فلقد اكتشف الطب الحديثً ما جسده المسلمين القدامى من أن المعدة هي بيت الداء, حيث استفاد من مفعول الصوم في العلاج ما لم يستفد منه بالعقاقير، ولعّل أشهر مصحة في العالم في سكسونيا تقوم علي اساس العلاج بالصوم.

من المعروف بان الكثير من الأمراض ناتج عن اختلال الجهاز الهضمي، حتى ذكر أحد الأطباء: “إن معظم الناس يحفرون قبورهم بأسنانهم” وتقول الآية الكريمة “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا”. لذا فالصوم ينظم عملية هضم الغذاء ويمنح الراحة لأجهزة جسم الإنسان فيخفض اضطرابات الجهاز الهضمي ويقي شر المضاعفات الناتجة عنه كما يقلل من احتمالات الإصابة بتقرحات المعدة والاثني عشر. كما يعزز من عملية إزالة السموم من الجسم بسبب انتظام الطعام والاقلال من الأطعمة المصنعة الحاوية على المواد الحافظة والمضافة والتي قد تكون غير امنه علي الانسان. ويجنب من مخاطر أمراض العصر كداء السكر وارتفاع الضغط والكولسترول ويساعد علي زيادة حرق الدهون والتخفيف من السمنة وتصلب الشرايين مقللا من احتمالات الاصابة بجلطات القلب والمخ وداء الملوك والشفاء من آلام المفاصل. والصيام يساعد على تعزيز الجهاز المناعي ويعمل علي سرعة علاج الالتهابات حيث بينت الأبحاث أن تجديد الجهاز المناعي يتم عادة مع الصيام.

ومن الفوائد الهامه للصوم انه يقاوم الشيخوخة ويطيل العمر فتنشط الجينات المسئولة عن إفراز الهرمونات المساعدة للخلايا في مواجهة الشيخوخة وخصوصا خلايا المخ وتزداد كفاءة توصيل الإشارات فيها, فمن المعروف ان تكدس المواد السامة الناتجة عن عملية التمثيل الغذائي وهضم الطعام تتلف الخلايا.

وختاما لا بد من التذكير من وجوب الاتزان في الطعام من حيث النوعية والكمية، وعدم الافراط لان الصائم لن يتمكن من تخزين الطعام الذي قد يعتقد بانه سيعينه خلال فترة الصيام، بل انه يهضم ويمتص من الأمعاء خلال فترة بين 2-3 ساعات.  والجدير بالذكر من أن الجوع ليس هو السبب الرئيسي للإحساس بالتعب أثناء فترة الصوم ولكن بسبب الخمول او عدم أخذ القسط الكافي من النوم والراحة بسبب طول السهر.

اخيرا فرمضان هو شهر العبادة الروحية والتربية الجسدية، وأن الفوائد المترتبة علية لا تحصي ولا تكمن في الثواب المرجو منه فحسب بل أيضاً ما ذكر من الفوائد الصحية والتدريب النفسي والخلقي.

‏18‏/06‏/2015

الإسهال وتأثيرة

بروفيسور/د فيصل عبد اللطيف الناصر

كلية طب أمبريل, لندن

مستشار المكتب الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية

الإسهال عبارة عن زيادة عدد مرات التبرز مع زيادة نسبة السوائل المفقودة من الجسم وذلك بسبب عدم الامتصاص الكافى للأمعاء لهذة السوائل والمعادن مما يؤدي الى نقص نسبتها فى الجسم.  ولتعريف الإسهال لا يتم الاعتماد فقط على عدد مرات التردد للمرحاض بل على كمية السوائل المفقودة.

هنالك عدة عوامل رئيســـية متسببة في حدوث الإسهال منها خلل في وظيفة خلايا واغشية جدارالأمعاء الناقلة للسوائل من القناة إلى داخل الأمعاء وبالتالي تتجمع السوائل في القناة نفسها او ان هنالك عيب خلقى يتسبب فى نقص طول الأمعاء او لسبب ما تكون حركة الامعاء فى زيادة اكثر من المعدل الطبيعى, وفى بعض الحالات تكون هنالك زيادة في نفاذية (permeability ) جدار الأمعاء والمعدة مما يؤدي إلى زيادة إفراز السوائل فى القناة.

ان السبب الرئيسي لحدوث  الاسهال وخصوصا فى فترة الصيف هو تلوث الاغذية بالميكروبات والفيروسات اوالعفن. كما تتسبب فيها الالتهابات والنزلات المعوية والاصابة بالديدان المعوية او حدوث التهابات في أماكن أخرى من الجسم كالالتهابات القيحية. كما يحدث بعض أنواع الإسهال بعد الشفاء من الأمراض والعدوى، وهذا ناتج عن عدم احتمال المواد الكربوهيدراتية وسوء التغذية, ولاننسى بان هنالك علاقة بين حدوث الاسهال وبعض السلوكيات المتبعة فى الغذاء مثل الإفراط في الغذاء اوسوء التغذية اوالحساسية من بروتين الحليب او الحساسية من بعض الأطعمة. وكذلك التهابات الأمعاء والقولون العصبى ومشاكل خلقية تتسبب في الإخلال بعملية الامتصاص في الأمعاء. ويحدث الإسهال كذلك بسبب التسمم الدوائى او اثناء العلاج بالإشعاع أو بالمواد الكيماوية وعندما يكون هنالك خلل في جهاز المناعة. كما لايجب ان نغفل بان بعض الحالات النفسية والاجتماعية قد تؤدى للاسهال كذلك.

وللإسهال تأثيرات متنوعة على جسم الانسان تعتمد على شدة الإسهال ومدتة وبنية المريض و عمرة وحالة التغذية لدية وقوة مناعة جسمه كما يعتمد على تزامن وجود مشاكل مرضية أخرى مع الإسهال. عموما فالإسهال الحاد يؤدي إلى حدوث الجفاف واختلال في توازن المعادن في الجسم مما يتسبب فى مشاكل فى معظم اعضاء الجسم وخصوصا الدماغ والقلب والكلية وله اثار صحية وخيمة قد تودى بحياة الانسان فى بعض الحالات.

بينما يتم تشخيص مسببات الاسهال بوساطة الطبيب والفحوصات الطبية فلابد من التشخيص الفورى لمدى تأثيرة على وزن المصاب وعلاجة فورا وخصوصا لدى الاطفال.

وبالتالى يعتمد العلاج اساسا على تشخيص المسببات وعلاجها ومن ثم الامتناع عن الطعام خلال الفترة الأولى مع التعويض المستمر بالسوائل والأملاح وخصوصا عن طريق الفم حيث تغير مفهوم العلاج عن الماضى الذى كان يعتمد على تزويد الجسم بالسوائل عن طريق الوريد، فالتروية عن طريق الفم اصبحت من أهم الطرق المستخدمة في العلاج والتى تبنتها منظمة الصحة العالمية منذ عام 1971. وتم اعتمادها فى جميع بلدان العالم حيث كانت لها في الدول النامية نتائج ايجابية مما أدى إلى انخفاض شديد في نسبة الموت الناتج عن الإسهال.

ويستخدم للتروية عن طريق الفم مسحوق المعادن (ORS) الذي يأتي على شكل مسحوق في غلاف من الألمنيوم المحكم، ويخلط في لتر واحد من الماء.  ومن الممكن ان نقوم بعملية اسعاف اولى فى المنزل لتعويض السوائل والمعادن المفقودة عن طريق بعض المواد البسيطة المتوفرة مثل الزبادى اوماء الرز او الموز او شوربة الجزر او خليط الملح والسكر مع الماء.  وفي بعض الأحيان يستخدم الملاس (Molasses) كبديل للسكر، والأخير له فائدة جمة لأنه يحتوي بالإضافة إلى الجلوكوز على البوتاسيوم وكربونات الصوديوم .

وبالتالى فإن العامل الرئيسي في علاج الاسهال وخصوصا لدى الاطفال هو التروية ثم التروية ثم التروية وعدم استخدام الادوية العاملة على ايقاف الإسهال وخصوصا المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب، لأن بعض تلك الأدوية قد تؤدى كذلك للإسهال.