المرض الغامض المخيف
الصرع حالة مخيفة تشوبها معتقدات خاطئة و أوهام وخرافات. فتارة تعزي الي الجنون وتارة تعزي الي إلتباس الجن والأرواح الشريرة في الانسان وإخري الي مس من الشيطان للإنسان ودخوله في بدنه والتكلم على لسانه. وبالتالي نجد أن كثير من المصابين الجهل يتعرضون الي العنف الشديد في جلسات من الضرب وذلك بعقيدة استخراج الجن من الجسد.
فمهما قيل عنه يضل الصرع حالة مرضيه الا انها مرعبه. وأعراضه عبارة عن نوبات متكررة من التشنج العضلي والإغماء (في بعض الحالات). انه ناتج عن استفزاز لمنطقة معينة بالدماغ تؤدي الي اختلال عملها فتصدر عنها موجات كهربائية غير مستقرة تبعث بشرارات إلى عضلات الجسم ينتج عنها نوبات من التقلص والاسترخاء في هذه العضلات.
- هناك عدة أنواع من الصرع:
- الصرع الشامل الذي يصاحبه فقدان الوعي
- الصرع الجزئي
- الصرع الخفيف
إن أسباب الصرع عديدة، ولكن معظمها ناتج عن تأثر الدماغ لعوامل منها الحوادث أو ارتفاع شديد في حرارة الجسم أو التهاب الأغشية الدماغيه والسحائية. كما أن نقص نسبة الأوكسجين الواصل إلى المخ سواء كان ذلك أثناء الولادة أو لأي سبب أخر له تأثير سيئ على الدماغ. وقد تكون الأسباب ناتجة عن أمراض وراثية أو تشوهات في نمو الدماغ او اضطراب الجهاز العصبي.
أعر اض المرض:
في الصرع الشامل تنتاب المريض حالة من عدم الارتياح تسمى الهالة ” Aura “، يشعر فيها
بالدوران والغثيان ثم السقوط ارضا وفقدان الوعي وبدأ العضلات في التشنج، ومن بينها عضلات الفكين التي تؤدي الي احتمالات عض اللسان او بتره وعضلات الحوض مؤديه لفقدان التحكم في مخارج التبول والتبرز . وبعد فترة ثواني قد تمتد الي دقائق تختفي التقلصات ويذهب المريض في نوم عميق يستيقظ بعدها بآلام في جميع أجزاء جسمه، وقد يكون مصاحبا للفقدان الوقتي للذاكرة.
اما في الصرع الجزئي او البسيط يشعر المريض بالدوخة الوقتية (فقدان الشعور الجزئي جدا) وقد تكون الحالة متصاحبة لبعض من التشنجات العضلية.
هناك عوامل عديدة تؤدى لحدوث الانتكاسة من أهمها الإرهاق الجسدي, قلة النوم, طول النظر إلى شاشة التلفزيون, نقص الأوكسجين عن الدماغ, اضطراب حاد في نفسية المريض, الإدمان على المواد الكحولية ونقص نسبة السكر في الدم.
العلاج:
رغم إمكانية الطب الحديث علاج معظم حالات الصرع وعودة المريض الي حالته الطبيعيه باستخدام العقاقير المختلفة لمدة لا تقل عن سنتان إلا انه يجب علي المريض وأهله مراعاة امور هامة جدا اثناء فترة العلاج تشمل: ضرورة احتفاظ المصاب ببطاقة تعريفيه تحوي بيانات خاصة باسمه وعنوانه وتشخيص المرض لكي يتم التعرف عليه وعلي مرضه عند اصابته بالنوبة. وعلى المريض تجنب السباحة وحيدا في البركه أو البحر. إذا كانت طبيعة عمل المريض تحتم عليه العمل في الأدوار العليا كعامل البناء اوالصباغة مثلا، فعليه عندئذ تغيير طبيعة عمله لكي لا يتعرض للسقوط اثناء النوبة. يجب ان لا يقود المصاب سيارة أو دراجة نارية بتاتا إلا بعد مضى 3 سنوات من العلاج مع خلو الفترة من الإصابة بالنوبة وكذلك بعد استشارة الطبيب.
ان المسئولية المناطة علي اقرباء المصاب وخصوصا الاطفال منهم كبيرة جدا تشمل رعايتهم ومراقبتهم والحرص علي استخدامهم للدواء بصفه مستمرة دون انقطاع لفترة لا تقل عن سنتان مع المراجعه الدوريه لطبيب العائلة.