(الحلقة الاولى)
بروفيسور فيصل عبداللطيف الناصر
عضو ومستشار المنظمة الدولية لأطباء العائلة
لقد تطور عالم الطب بصورة سريعة جداّ مما جعل من المستحيل ممكناّ وتقدمت الدراسات وعلى إثرها الإكتشافات مما وفر الارضية المناسبه لإيجاد الحلول لمعظم المعضلات الطبية فأصبح بصيص الامل مرتقبا لحل الكثير من المشاكل الصحية والأمراض المزمنة والوراثية وعلاج او الوقايه من الاورام. فالعلماء يعكفون منذ زمن على دراسة امكانية العلاج بالخلايا الجذعية, لذا استحدثت مختبرات في العديد من انحاء العالم كى تجرى التجارب المستمرة والمتواصلة على مدى فعالية العلاج بالخلايا الجذعية في القضاء على الامراض المزمنة اوالوقاية منها مما يمنح الأمل في تطور الحالة الصحية للمجتمعات من خلال القضاء على الحالات المستعصية والأمراض المزمنة وخصوصاّ علاج الأمراض والأورام والسرطانات.
لأكثر من 30 عاما كان يتم استخدام الخلايا الجذعية من النخاع (كما في حالة زرع نخاع العظام) لعلاج سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية حيث يتم استخدام نخاع العظم وزرعة فى المرضى بعد استخدام العلاج الكيميائي الذى يعمل على قتل معظم الخلايا السرطانية المتكاثرة و الخلايا الدموية الطبيعية المكونة للدم داخل نخاع العظام لانه لا يمكنها التمييز بينهم وهذه من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي ولكن تقوم خلايا نخاع العظم السليم من المانحين لتحل محل الخلايا المفقودة في جسم المريض خلال فترة العلاج, كما ان الخلايا المزروعة تتمكن من توفير استجابات مناعية تساعد لقتل الخلايا السرطانية.
وكا تستخرج الخلايا الجذعية كذلك من خلايا الحبل السرى للمولود حيث تعمل الخلايا الجذعية الجنينية على إستعادة عدد من وظائف الجسم الأساسية وضبط عملية الأيض و تحقيق التوازن في الخلفية الهرمونية للشخص وتحسين التغذية و إمدادات الدم من الأنسجة والأجهزة التي سوف تؤدي بلا شك إلى تحسن في النشاط والعمل على الوقاية من الأمراض. والبحث جار لتطوير مصادر مختلفة اخرى للخلايا الجذعية.
يقول العلماء بانه من الممكن ان تقوم الخلايا الجذعية بإنتاج أي نوع من الأنسجة الموجودة في الجسم ونتيجة لذلك يمكن أن توفر إمكانيات لا حدود لها تقريبا للتطبيقات الطبية (الطب التجديدي) . وثورة الاكتشافات البحثية الحالية تدرس امكانية استخدام الخلايا الجذعية لمنع أو علاج الأمراض العصبية كتلف الدماغ حيث بينت دراسة حديثه عن الفوائد الجمه بين الدمج فى زرع الخلايا الجذعية البشرية مع بروتين خاص وقام الباحثون فى استخدم بروتين مركب 3K3A-APC لإنتاج الخلايا العصبية من الخلايا الجذعية البشرية المطعمة في مخ فأر تضررت خلاياه بسبب السكتة الدماغية . لقد اصبحت المعلومه التى تفيد بعدم استبدال الخلايا العصبية عند تلفها شبه قديمة فهذا التقدم الهائل فى الطب سوف يمكنه من علاج معظم الامراض المتعلقة بالمخ والاعصاب كمرض الرعاش والخرف ومرض الزهايمر والسكتات الدماغية واصابات الحبل الشوكي.
وسوف نتطرق فى الحلقة القادمة الى المجالات الاخرى للعلاج بالخلايا الجذعية.