يعتبر الإيدز مشكله كبيرة تؤرق الوسط الطبي والمصابين به. فالإحصائيات تشير بوجود حوالي 40 مليون حالة في العالم تشمل 5,2 مليون طفل تحت سن 15 سنة.
وفي كل عام تظهر 5ملايين حالة جديدة بمعدل 14000 في اليوم او11 حالة في الدقيقة. والوفيات الناتج عنه عالي جداً حيث قدرت بعام 2003 بحوالي 3 مليون. كما ان 14 مليون طفل سنويا يصبحون ايتام لوفاة أحد والديهم من جراء الإيدز. إلا ان هناك عدم دقه في نسب الإصابة حيث يعتبر المرض وصمة عار في بعض المجتمعات.
ان 70% من الحالات تحدث في القارة الأفريقية مما يشكل تهديداً للصحه العامه والاستقرار في العالم كله الا انة بالرغم منذلك فهنالك تدني في المخصصات المالية المخصصة لعلاج هذا المرض ففي كينيا مثلا يبلغ المخصص لعلاج المرض في العام دولار واحد فقط. ولكن الاجراءات الوقائية والعلاجيه في العالم تستقطع جزء كبيراً من ميزانية وزارات الصحة. ففي امريكا ارتفعت ميزانية الصحة من 7 مليار دولار عام 1986 إلى 6,55 مليار دولار عام 1991 لمحاربة هذا المرض.
فبالرغم من خطورة المرض و تبعاته الصحيه والاجتماعية الكبيرة لدرجه تسميته بطاعون العصر الا ان علي العاملون بالوسط الطبي الالتزام بالاخلاقيات المهنيه والاسلاميه عند التعامل مع المصابين. فالطبيب ومع ادراكه بقدسية حياة الإنسان وضرورة المحافظة عليها عليه واجبات أساسية لايمكن ان ينتقصها عند تقديم الرعاية اضافة الي توفير سبل الوقاية والنصح والتثقيف للمريض والمجتمع.
فالطبيب المسلم إسحاق ابن على الرهاوي في كتابة المشهور “أدب الطبيب” عرّف أخلاقيات مهنة الطب وذكر واجبات الطبيب التي تشمل المسئولية المهنية وحقوق المريض والمجتمع. وعند تعامله مع هذا المرض وغيره يجب ان يكون دافعه أساساً نابع من التعاليم الإسلامية التي تدعو إلى الأمانة والإخلاص في العمل و توقير حياة الإنسان والاهتمام بقدسية البدن والروح و المحافظة على خصوصياتها. ويذكر “شاهد عطار” الذي ألف العديد من الكتب عن الطـب الإسلامي انه بالرغم من إن حياة الإنسان قصيرة كما تبدو في هذا الكوكب إلا أن هذه الحياة تعتبر عطية وهدية كبيرة من الخالق ومن الممكن تشبيه وجود الروح في جسمنا لمدد محدودة كمثل استئجار شقة في بناية جميلة فالشيء الوحيد الذي يسمحه المالك للمستأجر هو المعيشة في هذه الوحدة ضمن قواعد وقوانين معينة تسمح له بتطوير الوحدة وليس بتخريبها أو تدميرها.
لذا فالتعامل مع مشكلة الإيدز يجب ان تتم من منظور التعاليم الإسلاميه والتي أساسها هو الوقاية من حدوثه باتباع التعاليم الحميده التي من اهمها تقنين الحياة الجنسية من خلال الزواج الشرعي الذي شرعه الله سبحانه وتعالى ومراعاة الله في أي خطوة يخطيها الطبيب.