بروفيسور/د فيصل عبد اللطيف الناصر
كلية طب أمبريل : لندن
رئيس مركز الرعاية الصحية المنزلية: البحرين
الجفن عبارة عن غطاء رقيق من الجلد يغطي ويحمي العين, ولكل عين في الانسان جفنان أحداهما علوي والأخر سفلي إلا انهما اكثر من ذلك في بعض الحيوانات والبعض الاخر ليس لها جفون فتضطر الى لعق عينها بنفسها لترطيبها كما في الضفدع والسحلية, والجفون في حركة دائمة ويمكن تصنيف حركاتها على أنها عفوية او ارادية .
هذه الجفون تعمل كستارة تمنع الضوء والاشعاعات من العيون مما يساعد الانسان على النوم وتمنع جفاف العين اثناء النوم ولك ان تتصور كيف اننا بحاجة الى ستارة كثيفة السمك على الشبابيك لحجب الاضاءة بينما لا يتجاوز سمك الجفون عن 1-2 مليمتر تحجب كل ضوء.
يبلغ ارتفاع الجفن 10 مليمتر والعرض 30 مليمتر ويتكون من ست طبقات من الجلد والأنسجة والعضلات والحاجز المداري واللوح الرصغي (وهو عبارة عن غطاء من الانسجة الكثيفة تعطي وتحافظ على شكل الجفن) والملتحمة, وللجفون عضلة دائرية تساعد على غلقها وللعلوي منها عضلة اضافية لرفعها وفيها اربعة انواع من الغدد: غدد الميبومين (عددها من30-40) حيث تفرز السوائل الدهنية وغدد Zeis وغدد Moll العرقية وكلاهما تصبان في بويصلات الرموش, وكذلك غدد دمعية اضافية, ويحتوي الجفن على صف من الرموش على طول حافته التي تعمل على زيادة حماية العين من الغبار والعرق ومن جميع المؤثرات الخارجية فالرموش في الجفن الاعلى تنمو الى الامام والأعلى والرموش السفلية تنمو الى الامام والأسفل .
يشبه جلد الجفن الجلد في المناطق الاخرى ولكنه رقيق جداً ورخو نسبيًا ويحتوي على المزيد من الخلايا الصبغية ويحتوي على أكبر تركيز للغدد الدهنية الموجودة في أي مكان في الجسم.
وطرف الجفن يتكون من خط حاد متماس مع مقلة العين ويعمل كمساحات تمسح الدموع وأية اوساخ اوأغبره من على سطح العين وتؤمن الرطوبة المستمرة للقرنية وخصوصا عند النوم وتحمي سطح العين من الأجسام الغريبة بالانعكاس والإغلاق العفوي وهي كذلك تقي البصر والقرنية خلال الوميض بالإضافة إلى ذلك فهي تساعد على تنظيم الضوء الذي يصل إلى العين وتعمل على صيانة الغدد المسيلة للدموع عن طريق توزيع فيلم السائل الدمعى علي جميع انحاء مقلة العين وفي التدفق المسيل للدموع عن طريق الضغط على كيس الملتحمة والكيس الدمعي.
في كل مرة تطرف فيها الجفون يتم نشر الدموع بالتساوي عبر سطح العين ويتم غسلها بكمية من الدموع التي تزيغ العين وتجعلها متلألئه وتجففها وفي نفس الوقت تمنعها من الجفاف التام كما تنظف سطحها بسهولة من أية أوساخ علماً بأن افراز الدموع هو أول ردة فعل للعين عند حصول اي ضربات خفيفة او عند دخول اي جسم غريب في العين كما وتلعب الدموع دوراً كبيراً في انكسار الضوء بدقة.
الأشخاص الذين يعانون من حالة عدم اطباق اجفانهم طوال الليل يضطرب نومهم ويعانون من جفاف العيون الشديد الذي قد يؤدي الى مضاعفات عديدة منها انخفاض في الرؤية والتهابات قد تتطور الى فقدان البصر.
الاهمية السريرية:
أي حالة تؤثر على الجفن تسمى اضطراب الجفن وهي كثيرة منها: التهاب اغشية الجفن والتهاب الغدد الدهنية بالبكتيريا الذي يؤدي الى حدوث تكتلات داخل الجفن وانسداد الغدد الدهنية المؤدي الى نتوءات بارزة في اطراف الجفن والتهاب الملتحمة او تهيجها اوالتهابات طرف الجفن ما بين الرموش وحدوث القشرة.
ان كل ذلك يتسبب في شكوى المريض من الشعور بالحرقة، اوالشعور بوجود جسم غريب في العين والحكة، تشويش الرؤية، احمرار العين، حساسية من الضوء، تورم الجفون واحمرارها، جفاف العين وأحيانًا إفراز الصديد والتصاق الرموش وتقشرها عند الاستيقاظ.
عادةً ما تنشأ حالة في الشيخوخة تسمى Entropion وقد تحدث في بعض الأحيان بسبب خلل خلقي او بسبب جراحة العين أو الإصابة باي مرض وهى حالة يلف الجفن فيها الى الداخل فتحك الرموش مقلة العين مؤدية الى مضاعفات. والحالة الاخرى تسمى Ectropion وهي متعلقة كذلك بالشيخوخة حيث يتراخى طرف الجفن الى الخارج وبالتالي لا يتلامس مع مقلة العين مما يؤدي إلى جفاف العين وتهيجها المزمن وحصول الالتهابات المستمرة.
ان من معجزات الله تعالى في الجفون: غشاء رقيق حاجب للبصر وحامي للنظر وطارد للغبار وماسح للاجسام الغريبة و مرطب للعين ومزود بغشاء من السوائل الدهنية على العيون كما ان الرموش حامية ومجملة للمقلة و لو اختلف اتجاه نمو رمش واحد فمن الممكن ان يؤدي للعمى. “هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ”.
فسبحان الله في خلقة.