بروفيسور/د فيصل عبد اللطيف الناصر
كلية طب أمبريل, لندن
مستشار المكتب الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية
الأسبرين ذلك العقار السحري المنقذ ذو الحبة البيضاء الصغيرة والمستخدم لتجنب العديد من المشاكل والمضاعفات الصحية يعتبر من ضمن العقاقير الغير-ستيرويدية المضادة للالتهابات وما يميزه قدرته وبجرعات قليلة منع جلطات الدم والتقليل من خطر السكتة الدماغية والنوبات القلبية.
عرف الاسبرين منذ القدم فإستخداماتة الطبية ترجع الى العصور القديمة فمنذ عصور سومر القديمة دونت نبتة الصفصاف النقية الغنية بالساليسيلات التى يستخرج منها الأسبرين حيث كانت على شكل أقراص من الطين تم تدوينها في بردية إيبرس من مصر القديمة. ولقد أشار أبقراط إلى استخدام الشاي الساليسيلي للحد من الحمى حيث كانت إحدى طرق العلاج آنذاك وفي منتصف القرن الثامن عشر تم التعرف على الصفصاف لما له من تأثير على الحمى والألم والالتهابات فكانت نقطة تحول رئيسية لأدوية الساليسيلات عندما عرض القسيس إدوارد ستون في احدى اجتماعات الجمعية الملكية واصفا قوة المستخلص فى علاج مجموعة كبيرة من الامراض وقام باختبارها على العدد من الذين يعانون من الحمى على مدى خمس سنوات حيث رصد نجاح هذا العقار.
وفي 1853 قام الكيميائي تشارلز فريديريك جيرهارد بمزج كلوريد الأسيتيل مع ساليسيلات الصوديوم لإنتاج حمض الصفصاف لأول مرة و في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تم تطوير هذا المركب الكيميائي ليكون أكثر كفاءة ثم قام هوفمان من شركة باير في العمل على إيجاد بديل أقل تهيجا لحمض الساليسيليك لأن والده كان يعاني من الآثار الجانبية لأخذ ساليسيلات الصوديوم للروماتيزم, وبحلول عام 1899 قامت شركة باير بتسجيل اسم الأسبرين كعلامة تجارية لهذا العقار وبيعه في جميع أنحاء العالم حيث اشتق الاسم من اسم “أسيتايل سبيرسور” (نبتة المروج) باللغة الألمانية, هذا ونمت شعبية الأسبرين خلال النصف الأول من القرن العشرين واستخدم على نطاق واسع كعلاج وقائي للنوبات القلبية والسكتات الدماغية, إلا أن شعبية الأسبرين انخفضت بعد تصنيع عقار الأسيتامينوفين والبروفين.
عموما يعتبر الأسبرين من العقاقير الحيويه والهامه حيث ينصح باستخدامه في حالات الصداع واَلام العضلات والظهر والأسنان والدوره الشهرية والالتهابات الروماتيزمية وتنصح الجمعية الأمريكية لأمراض القلب والرابطة الأمريكية للسكر استخدامه بصفة دورية للذين يبلغون فوق الأربعين عاما ولمن لديهم عوامل خطر والتي قد تتسبب في مضاعفات كالشلل والسكته الدماغيه والذبحة الصدرية او جلطه القلب كمرض السكر وارتفاع الضغط والكولسترول والسمنة والأطراف حيث يستخدم حبة واحدة بين 75-100 مليجرام في المساء لتمييع الدم ومنع الجلطات المؤدية إلى الموت احياناً, كما ينصح الأطباء بأن يوضع الاسبرين بجانب السرير وعند حصول أية عوارض تؤخذ حبتين وتقرض منعاً لتطور الحالة إلى ان يتم تقديم الإسعافات الضرورية.
ختاماً لا بد من ذكر بعض المضاعفات التي قد تحدث مع استخدام الاسبرين من بينها نزيف الدم والحساسية والطفح الجلدي وتهيج المعدة والحموضة وآلام المفاصل ويوصي الأشخاص المستخدمين للأسبرين بان يمتنعوا عن تناوله لمدة بين 7-10 أيام قبل إجراء اي عملية منعاً لحدوث أي نزيف محتمل.