بروفيسور/د فيصل عبد اللطيف الناصر
كلية طب أمبريل: لندن
رئيس مركز الرعاية الصحية المنزلية: البحرين
يطلق على الامراض بأنها مزمنة عندما تٌزامن الانسان طوال حياته ويكون من الصعب علية التخلص منها, هذا و لقد بينت الدراسات السابقة بأن هذه الأمراض ليس لها علاج فعال نهائي وإنها لا تنتهي عند سن معين ولكن بالعقاقير والمتابعة بالإمكان التحكم فى مستوى مؤشراتها مع الوقاية من مضاعفاتها لذلك يداوم المريض على العلاج طوال فترة حياتة. علماً بان مجموعة الأمراض المزمنة تشمل عدة امراض منها ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع نسبة الكوليسترول (اضافة الى امراض اخرى نحن ليس بصدد الحديث عنها) و سوف نتطرق في هذا المقال على الامراض المزمنة الشائعة بسبب الازدياد الكبير في معدل انتشارها في منطقتنا.
هنالك معلومة تفيد من ان هذة الامراض لها علاقة بوزن الجسم فعلى سبيل المثال العلاقة بينه بين السمنة و داء السكر (من النوع الثاني) فهى عامل رئيسى فى حدوثه, ومن مضاعفات مرض السكر اختلال نسبة الدهون في الجسم وبالتالي ارتفاع نسبة الكوليسترول المؤدي الى تصلب الشرايين وبالتالي ارتفاع ضغط الدم, آي ان زيادة وزن الجسم له تأثير مباشر على الإصابة بأحد هذة الأمراض المزمنة أو جميعها حيث انه لمن المعروف أن الاصابة بأحدها يعرض الانسان للمضاعفات المؤدية لحدوث المجموعة الأخرى من الأمراض. لذا فإن العلاقة مباشرة وواضحة بين زيادة الوزن واختلال مؤشرات الاعتدال في الجسم.
لقد حاول الاطباء والباحثين مؤخراً الى فك هذا الارتباط فوجدوا انه في حال انخفاض الوزن فبالإمكان حدوث علاج نهائي لتلك الأمراض المزمنة هذا و اكدت الدراسات من أن انخفاض كل كيلوغرام واحد من وزن الجسم يصاحبه نزول درجه واحدة تقريباً من ضغط الدم السيستولي والدايستولي, كما ان انخفاض كيلوجرام واحد من وزن المصاب بالسكر من النوع الثاني يعمل على اطالة العمر حوالي من 3 الى 4 شهور.
كما تبين كذلك ان احتمالات الاصابة بالذبحة الصدرية وجلطات القلب تصل الى 20% فى الذكور و37% في الاناث مع زيادة كل 2 كيلو وربع فى وزن الجسم و أن داء السكر يكلف حوالي 13. من اجمالي الميزانية المحددة للصرف على الشؤن الصحية في معظم الدول منها 80% يصرف على المضاعفات التي كان بالامكان الوقاية منها
وأوضحت الدراسات الحديثة ان السمناء المصابين بالسكر من النوع الثاني والذين تتم لهم عمليات تحوير او تكميم للمعدة بهدف انقاص الوزن فانهم إما يشفون تماما من هذا الداء او يقل بشكل كبير مقدار استخدامهم للادوية كما يتحسن ضغط الدم وتنخفض معدلات الدهون لديهم.
وبينت نتائج البحوث ان الصوم عن الطعام لهو عامل مهم جداً مساعد فى الشفاء من هذه الامراض وهنا تتبين حكمة ديننا الحنيف وتتجلى قدرة الله سبحانه وتعالي من فرضه للصيام في شهر رمضان الذي يساعد الجسم على التخلص من السموم وكذلك الشفاء من الامراض مما يدحر النظريات السابقة القائلة بأن هذه المجموعة من الامراض المزمنة لا يمكن الشفاء والتخلص منها.
الأحد، 07 أكتوبر، 2018