جرثومة طولها 2 ميكرومتر (أي 2 من المليون من المتر) لا تري إلا بالمجهر المعقد تتسبب في وفاة حوالي 120000 وإصابة 3 إلى 5 مليون شخص كل عام حول العالم وتؤدي إلى تأهب منظمة الصحة العالمية وهلع في بلدان مختلفة أنها جرثومة الكوليرا.
فلقد تفشي الوباء مؤخرا في العراق حيث رصدت خلال شهر أكتوبر الماضي أكثر من 1942 حالة وبعض الإصابات المحدودة بدول الخليج. ذكرت منظمة الصحة العالمية أنها حشدت 510000 جرعة من التطعيم لمنع انتقال الكوليرا وتجنب تفشي الوباء إلي الدول والمناطق المجاورة وخصوصا مخيمات اللاجئين والمشردين.
يعتبر الكوليرا مرض فتاك للغاية يتميز بالإسهال الحاد الذي يصيب الأطفال والبالغين و يمكن أن يقتل في غضون ساعات. إلا أن حوالي 75٪ من الحاملين للجرثومة قد لا يصابون بأية أعراض رغم وجود البكتيريا في أجسامهم حيث تخرج مع البراز و يحتمل أن تتسبب في إصابة أشخاص آخرين.
وعادة ما يصيب الكوليرا البلدان الفقيرة وتلك التي في المناطق التي تواجه حالات الطوارئ والتي تفتقر إلى موارد مياه الشرب المأمونة والمرافق الصحية النظيفة.
وهناك عدة أسباب للمرض منها تلوث إمدادات مياه الشرب واستخدام الثلج المصنوع من هذه المياه أو تناول الأطعمة والمشروبات التي تباع من قبل الباعة المتجولين غير المرخصين أو تناول الخضروات التي تم ترويتها بمياه المجاري والتي تحتوي على نفايات وروث الإنسان وكذلك تناول الأسماك النيئة والمأكولات البحرية والتي تم اصطيادها من المياه الملوثة بمجاري الصرف الصحي.
تبدأ أعراض الكوليرا بالظهور سريعا خلال بضع ساعات من الإصابة وواحد من كل 20 شخص مصاب يشكو من الإسهال الشديد المفاجئ مع القيء والغثيان مؤديا الي الجفاف المتسبب بسرعة دقات القلب وفقدان مرونة الجلد وجفاف الأغشية المخاطية وانخفاض ضغط الدم والعطش وتشنج العضلات ومن ثم الوفاة.
لذا فإن الوقاية من هذا المرض هو خير من العلاج وهناك خمس طرق للحماية من الكوليرا وذلك بشرب فقط المياه المأمونة وطبخ الطعام جيدا (وخصوصا المأكولات البحرية) وغسل الفواكه والخضروات جيدا قبل تناولها ومن الأفضل تجنب ما ليس بها قشر وفي المطاعم أكل الوجبات الساخنة والمداومة علي غسل اليدين بالصابون والماء واستخدام المراحيض النظيفة والاهتمام بنظافتها وعدم التبرز في المياه الجارية أو الراكدة.
وعلي الحكومات توفير خدمات الصحة العامة النظيفة، مثل تحسين شبكة خدمات الصرف الصحي وتوفير المياه الصالحة للشرب والإشراف علي المطاعم والعاملين في مجال الأطعمة وتوفير لقاحات الكوليرا.
ان العلاج يعتمد علي معالجة الجفاف بالسوائل والمعادن المفقودة باستخدام أملاح الإماهة الفموية أو السوائل عن طريق الوريد وإعطاء المضادات الحيوية القاتلة للجرثومة والعمل علي الحد من انتقال المرض إلى الأشخاص السليمين.