بروفيسور/د فيصل عبد اللطيف الناصر
كلية طب أمبريل : لندن
رئيس مركز الرعاية الصحية المنزلية
يمتاز فصل الصيف فى دول الخليج بارتفاع شديد في درجات الحرارة والرطوبة إضافة لطول فترة النهار واحتمالات التعرض لأشعة الشمس لساعات طويلة وخصوصا بالنسبة للعاملين.
يؤدى التعرض لحرارة الشمس الى مشاكل صحية عديدة أهمها ضربة الشمس التى قد تكون قاتلة للإنسان بسبب التعرق الشديد وفقدان السوائل المصاحبة لفقدان الأملاح مما يتسبب في هبوط ضغط الدم وارتفاع نبضات القلب والإعياء والصداع والغثيان والقيء منتهياّ بالإغماء ولتلف دائم في خلايا المخ في حال عدم اجراء الإسعافات السريعة.
كما أن التعرض لفترات طويلة للإشعاعات الفوق بنفسجية المنبعثة من الشمس تجعل الجلد أكثر عرضه إلى الالتهابات والحروق والتلف والشيخوخة المبكرة والتجاعيد وظهور الطفح بسبب انسداد مجاري التعرق تحت الجلد وكذلك السرطانات التى تعتبر السبب الرئيس لأكثر من 90% من سرطانات الجلد. ولإشعاعات الشمس مضار اخرى على العيون فقد تؤدى الى الحساسية وعتامة عدسة العين.
وصدمات الحرارة الشديدة تؤدى لحدوث عوارض صحية متعددة منها الصداع والخفقان والدوخة والدوار وقلة التعرق على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة واحمرار وجفاف الجلد وضعف العضلات أو التشنجات والقيء والغثيان وسرعة ضربات القلب التي قد تكون إما قوية أو ضعيفة والتنفس السريع الضحل وكذلك تغيرات سلوكية مثل عدم ادراك الاشياء المحيطة والارتباك وفقدان الوعي.
اما الرطوبة العالية فهى غير مريحة للإنسان وتؤدى الى قلة الانتاجية. ويتسبب التعرق وعدم التهوية الجيدة اضافة الى ارتداء ملابس داخلية غير قطنية فى ازدياد الرطوبة الداخلية وخصوصا تحت الإبط وبين الفخذين التى تكون بيئة خصبة للفطريات وجميع أنواع الكائنات الحية المجهرية حيث ان الجراثيم المتسببة للعفن تنمو
بشكل كبير في تلك البيئة. وتؤثر درجة الرطوبة في البيئة المغلقة بشكل مباشر على كمية المواد المسببة للحساسية فارتفاعها يؤدي الي زيادة تلك المواد وبالتالي زيادة تأثير الحساسية على من يعانون منها.
وهناك علاقة مباشرة بين الاحساس بحرارة الجو والرطوبة فإرتفاع نسبة الرطوبة يوحى بالشعور بحرارة أكبر فمثلاّ وفي درجة حرارة 35 يحس الشخص وكأنها 47 درجة عندما ترتفع الرطوبة إلى 65٪ .
لذلك ننبه بأخذ الإحتياطات اللازمة في الصيف لحماية الجسم من التأثيرات السلبية لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وذلك بالابتعاد عن الأشعة المباشره للشمس والحماية منها بارتداء القبعات والملابس القطنية الواسعة ذات الأكمام الطويلة والألوان الفاتحة واستخدام المظلات والنظارات الشمسية وكثرة شرب الماء والعمل فى اجواء بها بعض من التيارات الهوائية (مروحة او مكيف) والاستحمام لأكثر من مرة يومياّ واستخدام الكريمات الحامية للجلد واخذ الحيطة للمرضى الذين يستخدمون أدوية معينة او لديهم مشاكل صحية تتأثر بالحرارة, كما لايجب ترك أى شخص مهما كان عمرة فى سيارة متوقفة لأي فترة لأنه من أحد أسباب وفيات الأطفال حيث ترتفع درجة حرارة السيارة المتوقفة فى الشمس بمعدل 7 درجات فى خلال عشرة دقائق.