الزائدة الدودية – هل حقاً هي زائدة

by | May 24, 2025 | Articles, Blog, Tips

بروفيسور/د فيصل عبد اللطيف الناصر
كلية طب أمبريل : لندن
رئيس مركز الرعاية الصحية المنزلية‏

الزائدة الدودية عبارة عن كيس صغير من النسيج او أنبوب رفيع بارز من الأمعاء الغليظة طوله أربع بوصات تقريبًا ويقع في الجزء الأول من القولون (الأعور) عند مفترق الأمعاء الدقيقة والغليظة في أسفل البطن من الجهه اليمنى. يعتقد العديد من العلماء بما في ذلك تشارلز داروين أن الزائدة الدودية كانت عبارة عن جهاز عضلي ساعد البشر في الماضي على هضم لحاء الشجر, وبما أن لحاءالشجر لم يعد جزء من غذاء الإنسان لذلك تم الاعتقاد بإن وظيفة الزائدة الدودية غير معروفه وان الاستئصال الجراحي لها لا يتسبب في أي مشاكل صحية وبالتالي يمكن للانسان العيش بدونها, الا ان الأدلة الحديثة ترسم صورة مختلفة بشكل لافت للنظر فتكشف عن الدور الفسيولوجي المذهل الذي تلعبه الزائدة الدودية في الصحة بما في ذلك تطوير جهاز المناعة لكي تقوم هي بعمل وظائف المناعة المختلفة لما تحويه من الأنسجة الليمفاوية. فالأبحاث بينت ان النسيج الليمفاوي يبداء بالتراكم في الزائدة الدودية بعد فترة وجيزة من الولادة ويصل إلى ذروته بين العقدين الثاني والثالث من العمر الا انه يتناقص بسرعة بعد ذلك ويختفي عملياً بعد سن الستين, كما ان الزائدة الدودية تعتبر مخزن هام للبكتيريا الجيدة التى تساعد على إعادة تشغيل الجهاز الهضمي بعد الأمراض التي تصيبه وبالاخص الإسهال الذي يعمل على ازالة هذه الأنواع المهمة من البكتيريا أو قتلها علما بأن الجهاز الهضمي البشري مليىء بالبكتيرياالحميدة واللازمة لهضم الطعام.

يعتبر التهاب الزائدة الدودية حالة طبية طارئة تتطلب في معظم الاحيان جراحة فورية لإزالتها. ففي الولايات المتحدة يصاب شخص واحد من بين كل 20 شخصًا بين سن 10 و 30 عاماً بإلتهاب في الزائدة الدودية فنادراً مايحدث في عمر اقل من سنتان.

وتشمل الأعراض التقليدية لإلتهاب الزائدة الدودية ألم غير حاد حيث يبدأ بالقرب من السرة أو أعلى البطن ثم يتحول الى ألم حاد مع انتقاله إلى أسفل البطن والى الجهه اليمنى ويصاب كذلك بالغثيان و / أو القييء بعد وقت قصير من الأم وقد يصاب الشخص أيضًا بالحمى واذا لم تعالج فإنها قد تنفجر أو تنثقب في نهاية المطاف مؤدية الى ألم شديد جداً ينتشر في جميع أنحاء البطن بسبب تسرب المواد المعدية في التجويف البطني مما يتسبب في التهاب بطانتها (الغشاء البريتوني) فيعتبر التهاب خطير يمكن أن يودي بحياة الشخص ما لم يتم العلاج بسرعة بمضادات حيوية قوية وتدخل جراحي. ومن المضاعفات لإلتهاب الزائدة الدودية هو تكوين خراج مليىء بالصديد خارج الجدار الملتهب حيث من الممكن أن ينثقب أو ينفجر.

لهذا السبب يجب التعامل مع جميع حالات التهاب الزائدة الدودية تقريبا كحالات طوارئ تتطلب جراحة فوريه. توصي الدراسات في الوقت الحالي بالاحتفاظ بالزائدة الدودية الغير ملتهبة وعدم استئصالها حيث من الممكن استخدامها لاحقًا لإجراء جراحات ترميمية كمثل في عمليات إزالة المثانة البولية حيث يتم في هذه الجراحة

اعادة تشكيل قسم من الأمعاء لكي تتحول إلى مثانة بديلة كما بالامكان استخدام الزائدة الدودية لإعادة إنشاء الحالب للسماح بمرور البول من الكلى الى المثانة, ونتيجة لذلك تعتبر الآن الزائدة الدودية التي اعتقد سابقاً أنها نسيج غير وظيفي "كنسخة احتياطية" مهمة حيث يمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من التقنيات الجراحية الترميمية ان تم الاحتياج لها مستقبلاً.