التدخـــــــــــــين – العادة المميتة

يعتبر التدخين أفة صحية مهددة لحياة الانسان ومؤدية لاصابته بامراض عديدة اخطرها أمراض القلب. حيث يصاب بها 49% من المدخنين مقارنة الي 4% من غير المدخنين. ولعدد السجائر ونوعية التبغ علاقة مباشرة فكلما زادت عدد السجائر المدخنة يوميا كلما ازدادت احتمالات الإصابة بتلك الامراض.

ويعد التدخين سبب رئيسي للموت ففي حين قتل خلال الستة أعوام من الحرب العالمية الثانية ربع مليون بريطاني، نجد بأن التدخين قد قتل ضعفي ذلك العدد خلال الستة الأعوام الماضية, وكذلك فانه يقتل أربعة أمثال من يقتلون نتيجة للحوادث المختلفة حيث وصل عدد الوفيات المباشرة لة هذا العام الي اربعة ملايين شخص.

إن التدخين لا يؤثر فقط علي صحة الجسم بل على الحياة الاجتماعية والنفسية   والعلاقة الأسرية قاطبة، بالإضافة إلى تأثيره على اداء الإنسان وإهدار اللأموال الخاصة والعامة.

وبالرغم من ذلك تشير الإحصائيات لازدياد حجم مبيعات السجائر في العالم. ففي عام 1970 كانت 3180 بليون سـيجارة وصلت إلى 4260 بليون عام 1987 وخصوصا في الدول النامية الذي تتفاقم حجم المضاعفات فيه بسبب شحه الموارد المالية إضافة للفقر والجهل.

ويتعرض الغير مدخن كذلك الي عواقب صحية متعددة جراء التدخين السلبي عند مجاسة المدخنين وخصوصا الأطفال الذبن هم أكثر عرضة حيث تصل نسبتهم إلى 63%.

تحوي السجائر على العديد من المواد السامة أخطرها القطران والنيكوتين.  ويرجع اسم النيكوتين إلى سفير فرنسا في البرتغال (جين نيكوت) في القرن السادس عشر الميلادي، الذي أهدى خليط من بودرة مادة النيكوتين إلى الملكة كاثرين لعلاج صداعها النصفي الذي كانت تشكو منه باستمرار. وتتراوح نسبة النيكوتين في كل سيجارة بين 1% و 3% المؤدي للإدمان والمؤثر علي الجهاز العصبي وللعلم فأن حقن مقدار نيكوتين سيجارة واحدة في الوريد يكفي للقضاء على حياة الانسان فورا.

أما القطران فهي مادة زيتيه ثقيلة ولزجة مهيجة جدا لاغشية شعب الرئتين الهوائية مؤدية الي خلل في عمل الأهداب وازدياد إفراز السوائل المخاطية وضيق في الشعب الهوائية وبالتالي ازدياد احتمالات الاصابة بالسرطان.

ومن الغازات السامة التي تحويها السجائر هو غاز أول أكسيد الكربون،  الذي بتحد مع هيموجلوبين كريات الدم الحمراء مانعا اتحادها بالأوكسجين. ويعمل كذلك على زيادة ترسب الكولسترول في الشرايين الدموية.  وفي الحامل ينتقل النيكوتين إلى الجنين مؤديا الي مضاعفات اهمها صغر حجم ووزن الجنين عن المعدل الطبيعي.  كما ان نسبة وفيات الأطفال أثناء وبعد الولادة تزداد لدى النساء المدخنات بمعدل 30% عن المعدل الطبيعي. ويتسبب التدخين في نقص مستوى ذكاء الطفل وعلي المدي البعيد وجدت الدراسات بانهم عند سن السابعة يكونون أقصر طولا ونموا بصفة عامة من الأطفال الاخرين. وتبقي الحقيقة الهامة هي أن طفل المرأة المدخنة يعتبر طفلا مدخنا كذلك، حيث في الطفولة ينتقل النيكوتين له عن طريق حليب الثدي وفي الكبر يحاول تقليد والديه.

هذا ويتسبب التدخين في مضاعفات عديدة اخري كسرطان الفم والحنجرة, والتهابات المعدة, وتصلب الشرايين والإجهاض لدي الحامل بسبب ازدياد هرمون الأوكسيتوسين.

واخيرا فان التدخين يعتبر من اسوء ماقدمته المدنيه للانسان حيث يتسبب في وفاة المدخن قبل أوانة بعشرة أو خمسة عشر عاما كما ان الانسان معرض لنقصان العمر بمعدل خمس دقائق ونصف لكل سيجارة يدخنها وتزداد احتمالات وفاته بعد سن 65 إلى الضعف.

إن معظم الذين توفوا بسبب التدخين كان بإمكانهم البقاء على قيد الحياة من عشرة إلي  ثلاثين عاما لو لم يكونوا من المدخنين .

EBOLA مرض الإيبـــــــــولا

هذا هو داء آخر عاد ليصيب البشرية فدقت نواقيس الخطر له في معظم دول العالم الا ان الطب يقف عاجزاً عن إيجاد العلاج له. انه المرض القاتل الإيبولا حيث يتسبب في نسبة وفيات تصل الي 90%  .

تفيد الاحصائيات ان هناك 3069  اصابه في بعض دول افريقيا مع حدوث 1552 وفاة, شاملة للكثير من العاملين في القطاع الصحي. بينما تتوقع منظمة الصحة العالميه ان تتزايد عدد الاصابات لتصل الي 20000 اصابه خلال التسعة شهور القادمة وتكلفة اكثر من نصف بليون دولار لمنع انتشارة.

يرجع اسم إيبولا EBOLA إلى اسم نهر موجود في زائير ويطلق على المرض كذلك مسمىالحرارة النازفة الأفريقية “.  لقد ظهرت أول اصابة في ألمانيا بعام 1967م. وفي الفترة مابين 1976 وعام 1979م حدثت عدة حالات في أفريقيا فأصيب 237 بالمرض في زائير حيث توفى منهم 211 شخص.

ينتقل الفيروس إلى الإنسان من الحيوانات البرية وخصوصا نوع من  خفافيش الفاكهة و القرود الموجودة وينتشر بين صفوف التجمعات البشرية عن طريق انتقاله من شخص لآخر.عن طريق الملامسة المباشرة لدم المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى وينتقل كذلك عن طريق استخدام الحقن (الإبر)  الملوثة بالفيروس. وكثيرا ما يُصاب العاملون في مجال الرعاية الصحية بالعدوى لدى تقديم العلاج للمرضى المصابين بها ففي السودان في الفترة مابين 1976 وعام 1979م أصيب 76 من الكادر الطبي وتوفى منهم 41 شخص

يهاجم الفيروس عند انتقاله للإنسان الجهاز اللمفاوي والكبد والبنكرياس مؤديا إلى ضمور خلايا الكبد. وتتراوح فترة حضانة المرض ما بين2 و 21 يوم. حيث يشكو المريض في البداية من صداع مفاجئ في الرأس وارتفاع تدريجي في درجة حرارة الجسم ثم الحمى والوهن الشديد والام في العضلات وخصوصاً عضلات الظهر والتهاب الحلق، ويشكو من اللوعة والاستفراغ والإسهال وألم في الصدر وكحة,  وبحلول اليوم الرابع من العدوى يشتكي المصاب من ألم في البلعوم والبطن، ثم يبدأ ظهور بثور في جدار البطن والظهر في اليوم الخامس الذي ينتشر إلى الأطراف وعادة ما تكون هذه البثور نازفة، وقد تختفي في خلال يومين أو ثلاثة. كما يبدأ النزيف في اليوم الخامس وخصوصاً النزيف من الجهاز الهضمي (استفراغ دم وخروج دم مع البراز) وهذا يؤدي إلى نقص شديد في سوائل الجسم وعناصر الدم مما يتسبب في هبوط  ضغط الدم والدخول في غيبوبة وبالتالي الوفاة مع حدوث الجلطات الدمويه. وتظهر النتائج المخبرية انخفاضا في عدد الكريات البيضاء والصفائح الدموية وارتفاعا في معدلات إفراز الكبد للأنزيمات. هذا ويتم التشخيص عن طريق فحص الدم بعد عزل الفيروس المسبب للمرض.

حتى الآن فانه لا يوجد علاج أو لقاح فعال لحمى الإيبولا النزفية. إلا انه تم خلال الاسبوع الماضي اكتشاف مصل تم تجربتة علي الحيوانات وبانتظار معرفة فعاليته علي الانسان. يتطلب من المصابون بالمرض رعاية مركزة   حيث يوضع المريض في العناية القصوى ويتم تعويضه عن السوائل والعناصر المفقودة من جسمه و محاولة علاج المضاعفات .

وتتم الوقاية بشكل عام بواسطة عزل المريض والتخلص المحكم من جميع مخلفاته التي عادة ما تحتوي على الفيروس وخصوصـاً السوائل المفرزة من جسـم المريـض ( كالقئ والدم وسوائل اللعاب والبراز) ويجب أخذ الاحتياطيات الواقية للفريق الطبي المعالج لمنع انتشار المرض منها لبس الملابس الواقية والكمامات والقفازات وعدم لمس إفرازات المريض باليد المجردة.    ولا بد من عزل الأشخاص الذين يلامسون المرضى عن قرب لمدى 21 يوماً إلى أن تؤكد التحاليل المخبرية خلو دمهم من الفيروس.

الإدمـــــــــــــان

  كثرت مؤخرا عادة خطرة تهدد المجتمعات وتنخرفي كيانها فتفقدها توازنها حتي تؤدي إلى انهيار بنيانها المتراص والذي يعتبر الإنسان أحد الركائز الهامه بها… وما هذه العادة إلا داء الإدمان علي المخدرات.

ان خطورة الادمان لا تقف عند تلك الحدود بل تتعدي إلى مضاعفات صحية متعلقة بالمدمن ومشاكل اجتماعية ونفسية واقتصاديه كبيرة مؤثره علي جميع افراد المجتمع…. فلقد بينت الاحصائات في امريكا بان المخدرات تكلف حوالي 600 بليون دولار سنويا ناتجه عن فقدان الانتاجيه والتكلفة الطبيه. وان 75% من العنف الاسري الحاصل هو بسبب الادمان علي الكحول و 25% من جميع الوفيات ناتج عن الكحول والسجائر.

ان المواد المستخدمة والمؤديه للإدمان عديده ،فهي تتراوح بين المخدر البسيط إلى المخدرات الأكثر  تأثيراً وإدماناً فتشمل: المسكرات كالكحول حيث تصل نسبه الادمان عليها عالميا الي معدلات مرتفعه جدا (اكثر من 17% في روسيا و 1.2% في البحرين). كما ان المخدرات الاخري كتلك التي  تستنشق مثل الكوكايين والمركبات البترولية والغراء، والتي تحقن كالهيرويين والمورفين والتي تدخن كالحشيش او التي تبلع كالحبوب المهلوسه وكما ان هناك العديد من المواد التي بها خطورة مماثله وتدخل ضمن دائرة الاعتياد ومنها القات (الذي يعتبر منشط عند البعض) والتبغ …فجميعها تشكل مجموعة من العقاقير الخطره جدا المسببه لاعتياد واعتماد الجسم عليها بعد اخذ فقط عدد بسيط من الجرعات وكما للمخدرات خاصية سيئة جدا ألا وهو اعتياد الجسم واعتماد وظائفه الحيويه على المخدر, فعندما تقل نسبة المخدر في الجسم يصاب المعتاد بعوارض عديدة وشديده قد تودي بحياته فنجده متلهفا علي اخذ جرعات اضافية منه لإزالة ذلك العرض.

ولا تقف مضاعفات الادمان عند ما مذكوره فهنالك مساويء عديدة اخري منها: مشاكل اقتصادية…. حيث تستقطع المخدرات جزء كبير من دخل الفرد بسبب الاعتياد وكذلك لغلاء أسعارها….ذكرت الاحصائيات ان نسبه كبيرة من الطلبه الامريكان يصرفون علي الكحول اكثر من صرفهم علي الكتب والطعام والترفيه  … وكما ان المشاكل الأسرية الناتجة عن إدمان الأب أو الأم تتسبب في هدم كيان العائلة  لارتفاع نسب العنف الاسري وزيادة معدلات الطلاق وكثرة الاضطرابات النفسيه لدي الاطفال. كما ان معدلات الجريمة بشتى أنواعها سواء كانت سرقة أو اعتداء أو حتى القتل تزداد لدى المدمنين وكذلك اطفالهم اضافة الي ارتفاع معدلات الحوادث…. ولا يمكن في هذا السرد السهو عن المشاكل الصحية التي تتسبب بها عادة الادمان فلها تأثير مباشر علي معظم اعضاء الجسم اهمها القلب والدماغ والرئتين وجهاز المناعة فتكثر احتمالات الاصابة ببعض أنواع من الأمراض منها: التهاب الكبد الوبائي و مرض نقص المناعة (الإيدز) و الأمراض الجلدية و الالتهاب الرئوي و الأمراض الجنسية والتناسلية و بعض الأمراض الأخرى التي من المحتمل أن تنتقل إلى المدمنين كالتيتنوس (الكزاز) والملاريــــــــــــــا اضافة الي الأمراض البكتيرية الأخرى. اما امضاعفات العصبيه  والنفسية فهي عديده حيث ان معظم أنواع المخدرات تتسبب في ضمور خلايا الجهاز العصبي مما قد يؤدي إلى أمراض عصبية ونفسية كالجنون والإكتئاب.

ختاما فالإدمان هو نوع من انواع الحرب الشعواء الموجهه من مافيا المخدرات إلى شعوب العالم جمعاء وخصوصا الدول النامية.

وبالتالي فان علينا محاربه هذه الافة الخطيره والدخيلة علي مجتمعاتنا بكل ما اوتينا من قوة وان يكون سلاحنا الفعال لمقاومة ذلك الداء هو الالتزام بالقيم الإسلامية الحنيفة وتربية أطفالنا على خلق ومثل الاسلام حيث لا يجتمع اثنان ألا وهما الإيمان و الإدمان.

الصرع المرض الغامض المخيف

الصرع حالة مخيفة تشوبها معتقدات خاطئة و أوهام وخرافات. فتارة تعزي الي الجنون وتارة تعزي الي إلتباس الجن والأرواح الشريرة في الانسان وإخري الي مس من الشيطان للإنسان ودخوله في بدنه  والتكلم على لسانه.  وبالتالي نجد أن كثير من المصابين الجهل يتعرضون الي العنف الشديد في جلسات من الضرب وذلك بعقيدة استخراج الجن من الجسد.

فمهما قيل عنه يضل الصرع حالة مرضيه الا انها مرعبه.  وأعراضه عبارة عن نوبات متكررة من التشنج العضلي والإغماء (في بعض الحالات). انه ناتج عن استفزاز لمنطقة معينة بالدماغ تؤدي الي اختلال عملها فتصدر عنها موجات كهربائية غير مستقرة تبعث بشرارات إلى عضلات الجسم ينتج عنها نوبات من التقلص والاسترخاء في هذه العضلات.

هناك عدة  أنواع من الصرع:

  • الصرع الشامل الذي يصاحبه فقدان الوعي
  • الصرع الجزئي
  • الصرع الخفيف

إن أسباب الصرع عديدة، ولكن معظمها ناتج عن تأثر الدماغ لعوامل منها الحوادث أو ارتفاع شديد في حرارة الجسم أو التهاب الأغشية الدماغيه والسحائية. كما أن نقص نسبة الأوكسجين الواصل إلى المخ سواء كان ذلك أثناء الولادة أو لأي سبب أخر له تأثير سيئ على الدماغ. وقد تكون الأسباب ناتجة عن أمراض وراثية أو تشوهات في نمو الدماغ او اضطراب الجهاز العصبي.

أعر اض المرض:

فيالصرعالشاملتنتابالمريضحالةمنعدمالارتياحتسمى  الهالة ” Aura “، يشعر فيها
بالدوران والغثيان ثم السقوط ارضا وفقدان الوعي وبدأ العضلات في التشنج، ومن بينها عضلات الفكين التي تؤدي الي احتمالات عض اللسان او بتره وعضلات الحوض مؤديه لفقدان التحكم في مخارج التبول والتبرز . وبعد فترة ثواني قد تمتد الي دقائق تختفي التقلصات ويذهب المريض في نوم عميق يستيقظ بعدها بآلام في جميع أجزاء جسمه، وقد يكون مصاحبا للفقدان الوقتي للذاكرة.

اما في الصرع الجزئي او البسيط يشعر المريض بالدوخة الوقتية (فقدان الشعور الجزئي جدا) وقد تكون الحالة متصاحبة لبعض من التشنجات العضلية.

هناك  عوامل عديدة تؤدى لحدوث الانتكاسة من أهمها الإرهاق الجسدي, قلة النوم, طول النظر إلى شاشة التلفزيون, نقص الأوكسجين عن الدماغ, اضطراب حاد في نفسية المريض, الإدمان على المواد الكحولية ونقص نسبة السكر في الدم.

العلاج:

رغم إمكانية الطب الحديث علاج معظم حالات الصرع وعودة المريض الي حالته الطبيعيه باستخدام العقاقير المختلفة لمدة لا تقل عن سنتان إلا انه يجب علي المريض وأهله مراعاة امور هامة جدا اثناء فترة العلاج تشمل: ضرورة احتفاظ المصاب ببطاقة تعريفيه تحوي بيانات خاصة باسمه وعنوانه وتشخيص المرض لكي يتم التعرف عليه وعلي مرضه عند اصابته بالنوبة. وعلى المريض تجنب السباحة وحيدا في البركه أو البحر. إذا كانت طبيعة عمل المريض تحتم عليه العمل في الأدوار العليا كعامل البناء اوالصباغة مثلا، فعليه عندئذ تغيير طبيعة عمله لكي لا يتعرض للسقوط اثناء النوبة. يجب ان لا يقود المصاب سيارة أو دراجة نارية بتاتا إلا بعد مضى 3 سنوات من العلاج مع خلو الفترة من الإصابة بالنوبة وكذلك بعد استشارة الطبيب.

ان المسئولية المناطة علي اقرباء المصاب وخصوصا الاطفال منهم كبيرة جدا  تشمل رعايتهم ومراقبتهم والحرص علي استخدامهم للدواء بصفه مستمرة دون انقطاع لفترة لا تقل عن سنتان مع المراجعه الدوريه لطبيب العائلة.

تاثيرات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية

تنوعت العناصر المستخدمة في الحروب البيولوجية والكيميائية وتسابقت الدول للحصول عليها لسهولة انتاجها وقلة تكلفتا و شراسة اصاباتها. فهنالك خمسة مواد الأكثر استخداما: الساينيد والفوسفات العضوية  والبوتلينوم وغاز الخردل والأنثراكس.

وتكمن خطورة تلك السموم في تأثيرها الضار على الجهاز العصبي للشلل والوفاة.

غاز الساينيد

من السموم النشطة جداً التي يتم امتصاصها من الجلد والجهاز التنفسي. ومعظم من يتعرض لهن يكون لديه الوقت الكافي لتمييزه قبل الإصابة بمضاعفاته الشديده. يعمل الغاز في دقائق علي تعطيل وسيلة نقل الشرارة الكهربائية بين خلايا الأعصاب  مؤديا لفقدان الوعي  وهبوط في عملية التنفس وعمل القلب  فيشكو المصاب من الصداع والدوار والغثيان والتشنج واختلال التنفس وازدياد ضربات القلب.  وعلى المدى الطويل يصاب المريض بداء الرعاش وصعوبة في النطق واختلال التوازن.

غاز الخردل:

تم تطويره بواسطة الألمان في عام 1930 لاستخدامه كسلاح دمار شامل في الحرب العالمية الأولى حيث تسبب في اصابات هائله تصل إلى 400,000 إصابة و 8000 قتيل. فهو يؤثر على الجلد والعينين والجهاز الهضمي والأحماض النووية للخلاية مما يتسبب في موت الخلية.  وللخردل رائحة تشبه رائحة الثوم ومن الممكن أن تبقي رواسبه في الجو لمدة خمسة أيام.

الفوسفات العضوية:

يدخل بعض عناصر الفوسفات العضوية في تركيبة المبيدات الحشرية الزراعية، وتضم التوبان والسارين والسمين وغاز X7  (المسمى بغاز الأعصاب).  ويمتصها الجسم بسرعة شديدة من خلال الرئتين والجلد ويتمكن الغاز من اختراق الملابس. تحدث الإصابة خلال دقائق من الاستنشاق فتعمل على منع عمل الأنزيمات المساعدة لتمرير الشرارات الكهربائية في الجسم (acetylcholineotrase).  يصاب  المريض بتهيج أغشية العينين والأنف وبكثرة إفراز اللعاب والدموع والتبول والتغوط اللاإرادي وضعف البصر وانقباض الصدر والتشنج وفقدان الوعي وانخفاض الضغط.

البوتلينيوم:

انه من السموم الخطرة جداً فكمية 0.09 إلى 0.15 ميكروجرام إذا ما حقنت و 7 ميكروجرام بالاستنشاق  كافيه لقتل الإنسان. ولكن لايمكن للجلد امتصاص المادة. تظهر التأثيرات بعد ساعتين من التسمم وقد تمتد الفترة إلى ما بعد 8 أيام.  تؤثر على الأعصاب الدماغية فتؤدي إلى صعوبة النطق وء والضعف العام والتأثير على عملية التنفس .

الأنثراكس أو داء الجمرة الخبيثة:

تتواجد هذه الجرثومة في البيئة الزراعية والتربة الملوثة  وتنتقل عن طريق الاستنشاق أو البلع. الا ان معظم الاصابات تحدث عن طريق الجلد من خلال التعامل مع الحيوانات المصابة أو روثها. فتظهر البثور التي تتحول إلى قروح علي اليدين والوجهة. كما تصيب الأمعاء مع الطعام الملوث والغير مطهي جيدا. فيشكو المصاب من الغثيان والقيئ والإسهال ومغص في الأمعاء.  والتهاب أغشية الدماغ ونزيفها.

في الحروب يتم  نشر الجرثومه في الجو لكي يتم استنشاقها من قبل المستهدفين، فتبدأ ظهور العوارض بعد أقل من أسبوع واحد من الإصابة.  يشكو المصاب من ارتفاع درجة حرارة الجسم والرجفة وآلام في العضلات والحلق والصدر والأمعاء وكحة وضيق في التنفس والقيء، ونزيف الأغشية والتهاب الغدد الليمفاوية. ومع مرور الوقت يصاب المريض بصدمة عصبية تودي بحياته.

وللوقاية العامة من مخاطر التعرض للسموم الكيمياوية والبيولوجية ينصح:

  • الابتعاد عن الأماكن المشبوهة.
  • التوجه فوراً إلى الأماكن المغلقة عند الإحساس بالخطر أو د سماع صفارات الإنذار.
  • ارتداء الملابس الطويلة المغطيه لمعظم الاطراف.
  • حماية العينين بلبس نظارة شمسية وبعدم النظر إلى الأعلى لكي لا تترسب السموم فيها وغسلها بالماء الجاري لمدة 3 دقائق.
  • في الاماكن المشبوهة بالتلوث ينصح بوضع اليدين داخل الجيوب.
  • الاحتفاظ بقارورات من الماء في السيارة وذلك لاستخدامها في حالات الخطر لغسل العينين والأنف والفم والحلق واليدين والوجهة وللشرب. والاحتفاظ بمناشف صغيرة مبللة تستخدم لتغطية منافذ الهواء.
  • عند الوصول للمنزل من الأماكن الملوثة يجب نزع جميع الملابس ووضعها في أكياس غير نافذة ثم الاستحمام بالماء الجاري مع الصابون.
  • عدم تناول الأطعمة المكشوفة في الأماكن المشبوهه
  • عند الخطر وأثناء قيادة السيارة يجب إحكام جميع إقفال النوافذ ومنافذ الهواء الخارجي إلى داخل السيارة.

الخرف

الخرف من العلل المخيفه التي ترهب الناس فالكل يتمني ويدعو الله ان لا يصاب بهذا الداء الذي يحط من قدر الانسان ومكانته وإمكانياته.

فالخرف هو انحدارا في وظائف الدماغ العامه ناتج عن فقدان أبدي في الخلايا العصبية. وعندما تموت الخلايا الدماغية فإنها لا تعوض كخلايا الأعضاء الأخرى. فالإنسان يولد ولديه ما يقارب من 5000  مليون خلية دماغية تتحكم في جميع انشطة الانسان الجسميه والذهنية، وخلال فترة حياته فان نسبة الهلاك الطبيعي لها حوالي 50% إلا إنها لا تؤثر علي نشاطاته الذهنيه الطبيعيه.

أنواع الخرف:

  • الخرف المرضي:

هو الذي يحدث بسبب إصابة المخ بأمراض مختلفة من اهمها تصلب الشرايين الذي يؤدي إلى نقص ترويه الدماغ متسببا في ضمور أجزاء منة. تكثر هذه الحالة في الذكور عنه في الاناث وعادة ما تبدأ بعد سن السبعين،وأحيانا قد تبدأ مبكرا جدا(مع الأربعين عام).

والأعراض تبدأ بشكوى المصاب من فقدان الذاكرة وفقدان الاستيعاب الذهني والقدرات الذكائيه، مع احتفاظ المريض بإدراكه مما يؤدي الي احتمال إصابته بالاكتئاب لعدم قدرته على ممارسة اعماله اليوميه الطبيعية. و في بعض الاحيان يشكو من ألم  في الرأس , دوخة، طنين الإذن , اضطراب في الأعصاب أو شكاوي متعدده ليس لها مصدر مرضي .

  • خرف الشيخوخة:

ان هذا النوع من الخرف يأتي مع كبر السن إلا أن للوراثة دور أساسي في ظهوره
فتزداد احتمالات حدوثه أربع مرات إذا ما كان أحد أفراد العائلة مصاباُ بالمرض ذاته.

يعاني المصابون بضمور في المخ ونقص في حجم وعدد الخلايا العصبية. ويحدث المرض بصورة تدريجية وعلى سنوات عديدة. وأول شكوى المريض هو فقدان الذاكرة ويعقبه نقص في القدرات الذهنية ومن الممكن أن يصاب بالهلوسة ولكن في سن متقدم جدا عندئذ لا يعي المريض مشكلته ولكن يكتشفها أهله أو جيرانه الذين يلاحظون فقدانه للذاكرة والتشويش في التركيز وعدم القدرة على الاعتناء بالنفس.

يختلف هذا النوع من الخرف عن الخرف المرضي الذي يحدث فجأة وفى وقت قصير متسببا بضرر نوعي أو دائم للمصاب فهنا يدرك المريض حالته المرضيه كما يكون محتفظا بالشخصية. وعادة ما يصاحب هذا النوع أمراض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم. بينما خرف الشيخوخة يحدث بصورة بطيئة جدا وبالتدريج ولا تتأثر الحالة النفسية للمريض.

  • خرف ما قبل الشيخوخة الذي يسمى (Alzheimer):

في هذه الحاله يتم فقدان الخلايا العصبية بسرعة كبيرة اكثر من المعدل الطبيعي وذلك لأسباب مجهولة. فيقل حجم المخ بشكل ملحوظ. والخرف هنا عام إلا ان المصاب علي دراية بحالته ، وأول شكوى للمصاب هو النسيان المتزايد. فبالتالي انه مرض يؤدي إلى الوفاة في غضون عامين إلى عشرة اعوام.

عندما يصاب الانسان بالخرف يتدهور ادائه الجسمي ونشاطه الذهني وبالتالي يتغير من الانسان الفعال المشارك الي اخر يكون عاله على أهله والمجتمع. لذا وللوقاية من احتمالات ألإصابة بالخرف لا بد من الاعتناء بالصحة والغذاء الجيد والمحافظة علي الوزن المناسب.

إلا ان من اهم عوامل الوقاية هو الاستمرار في ممارسه الانشطة الذهنيه التي تحافظ علي حيوية الدماغ وألإبتعاد عن الضغوط النفسيه وعن الممارسات الغير صحية كالتدخين وشرب الكحول والخمول.

مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) والتعامل معه

يعتبر الإيدز مشكله كبيرة تؤرق الوسط الطبي والمصابين به. فالإحصائيات تشير بوجود حوالي 40 مليون حالة في العالم تشمل 5,2 مليون طفل تحت سن 15 سنة.

وفي كل عام تظهر 5ملايين حالة جديدة بمعدل 14000 في اليوم او11 حالة في الدقيقة. والوفيات الناتج عنه عالي جداً حيث قدرت بعام 2003 بحوالي 3 مليون. كما ان 14 مليون طفل سنويا يصبحون ايتام لوفاة أحد والديهم من جراء الإيدز. إلا ان هناك عدم دقه في نسب الإصابة حيث يعتبر المرض وصمة عار في بعض المجتمعات .

ان 70% من الحالات تحدث في القارة الأفريقية مما يشكل تهديداً للصحه العامه والاستقرار في العالم كله الا انة بالرغم منذلك فهنالك تدني في المخصصات المالية المخصصة لعلاج هذا المرض ففي كينيا مثلا يبلغ المخصص لعلاج المرض في العام دولار واحد فقط. ولكن الاجراءات الوقائية والعلاجيه في العالم تستقطع جزء كبيراً من ميزانية وزارات الصحة. ففي امريكا ارتفعت ميزانية الصحة من 7 مليار دولار عام 1986 إلى 6,55 مليار دولار عام 1991 لمحاربة هذا المرض.

فبالرغم من خطورة المرض و تبعاته الصحيه والاجتماعية الكبيرة لدرجه تسميته بطاعون العصر الا ان علي العاملون بالوسط الطبي الالتزام بالاخلاقيات المهنيه والاسلاميه عند التعامل مع المصابين. فالطبيب ومع ادراكه بقدسية حياة الإنسان وضرورة المحافظة عليها عليه واجبات أساسية لايمكن ان ينتقصها عند تقديم الرعاية اضافة الي توفير سبل الوقاية والنصح والتثقيف للمريض والمجتمع..

فالطبيب المسلم إسحاق ابن على الرهاوي في كتابة المشهورأدب الطبيبعرّف أخلاقيات مهنة الطب وذكر واجبات الطبيب التي تشمل المسئولية المهنية وحقوق المريض والمجتمع. وعند تعامله مع هذا المرض وغيره يجب ان يكون دافعه أساساً نابع من التعاليم الإسلامية التي تدعو إلى الأمانة والإخلاص في العمل و توقير حياة الإنسان والاهتمام بقدسية البدن والروح و المحافظة على خصوصياتها. ويذكرشاهد عطارالذي ألف العديد من الكتب عن الطـب الإسلامي انه بالرغم من إن حياة الإنسان قصيرة كما تبدو في هذا الكوكب إلا أن هذه الحياة تعتبر عطية وهدية كبيرة من الخالق ومن الممكن تشبيه وجود الروح في جسمنا لمدد محدودة كمثل استئجار شقة في بناية جميلة فالشيء الوحيد الذي يسمحه المالك للمستأجر هو المعيشة في هذه الوحدة ضمن قواعد وقوانين معينة تسمح له بتطوير الوحدة وليس بتخريبها أو تدميرها ..

لذا فالتعامل مع مشكلة الإيدز يجب ان تتم من منظور التعاليم الإسلاميه والتي أساسها هو الوقاية من حدوثه باتباع التعاليم الحميده التي من اهمها تقنين الحياة الجنسية من خلال الزواج الشرعي الذي شرعه الله سبحانه وتعالى ومراعاة الله في أي خطوة يخطيها الطبيب.

طبيب العائله

طبيب العائله هو الطبيب الشامل الذي يمتاز بالصفات والمعرفة التي تؤهله لتقديم الرعايه الصحيه والنفسيه والاجتماعيه لجميع افراد الاسره دون الاعتبار للسن اوالجنس او نوعيه المشكله الصحيه وذلك بشكل دائم ومتواصل. لذا فهو يهتم بالإنسان جسدا وعقلا وروحا ويعتبر الحامي للأسرة في كل ما يتعلق بالصحة. كما انه الطبيب الذي يحرص علي تشخيص العلل منذ بدايه بذره نشوءها فيعالجها مانعا لاستفحالها. وبالتالي يعمل علي تقديم الرعايه الشموليه المبكره والمستمره لوقايه الفرد والعائله ضمن مجموعه المجتمع فهو خط الدفاع الأول لصحه الفرد.

ان تعزيز صحة الأصحاء ومعالجة أمراض المرضى هي من ضمن اولويات طبيب الاسره, فيقدم الرعايه الوقائيه والعلاجيه للامراض الحادة و المزمنه. الا ان خدماته لاتنحصر في الخدمات العلاجيه تلك بل تشمل الخدمات التثقيفيه فيكون المستشار الطبي الاول للعائله في جميع المشكل الصحيه والنفسيه وذلك بسبب قربه من افراد الاسره والذي يؤهله لمعرفه العوامل و الظروف الاخري التي تؤثر علي معاناه المريض وكذلك تفهمه للجوانب العاطفيه والنفسيه للمريض واسرته اضافه للعوامل الاجتماعية التي تؤثرعلي المريض ومرضه . فيصبح هو المرجع الصحي لهم جميعا مما يؤدي الى رفع المستوى الصحي والذي يسهم في تخفيف العبىء المالي على المريض وبالتالي علي الدوله.

لقد عمل الاطباء المسلمون القدامي بنظام طب الاسره حيث انهم كانوا اطباء  شموليين اي انهم كانوا يعنون بجميع العلل صحيه كانت اونفسيه اوارشاديه ولجميع أفراد الأسرة. فكان يسمي الطبيب بالحكيم لما كان يتمتع به من مهارات وثقافه وحكمه في الطب والعلوم الاخري تمكنه من تقديم الرعايه لمختلف المشاكل التي يشكو منها الفرد.  وبالتالي فان طب الأسرة كان ينمو مع نمو البشرية. وكانت كلا البحرين ولبنان في عام 1980هم من اوائل الدول العربيه التي اهتمت بهذا التخصص واسست برنامج لتدريب الاطباء فيه وتلا ذلك الدول العربيه الاخري. ولازال يعتبر حلما في اقطار اخري.

ان طب الاسره لهو قاعده الهرم لجميع الخدمات الصحيه التي توفرها الدوله للمجتمع فهي تعمل علي توفير خدمات ذات جوده عاليه تساعد في رفع المستوي الصحي للفرد والمجتمع ضمن ميزانيه معتدله تعمل علي تخفيض كلفة الإنفاق العام في الصحه.  فهو يعمل علي الارتقاء بصحه الفرد والمجتمع بتكلفه معقوله وخصوصا في الدول العربيه التي تنتشر فيها نسبه الامراض المعديه والغير معديه.

اوردت منظمه الصحه العالميه وكذلك الهيئات الصحيه الدوليه ان  90% من المواطنين في المجتمعات  يحتاجون إلى الرعاية الصحية الأولية الا انه من المفارقات الغريبه ان 10% فقط من ميزانية الصحة في هذه الدول تخصص إلى الرعاية الصحية الأولية علما بان الدراسات اوضحت ان وجود طب الأسرة قد يكون هو الحل لغالبيه المشاكل الصحيه التي يشكو منها اي مجتمع.

الأمــراض الجنسيــة

الأمراض الجنسية هي مجموعة من الأمراض التي تنتقل اساسا عن طريق الاتصال الجنسي، ومسبباتها عديدة فمنها البكتيرية والفيروسية والطفيلية والفطريات فتشمل السيلان والزهري والايدز والكلاميديا والهربس واخري.

إن معدل الإصابة بهذه الإمراض سواء في الدول النامية أو حتى المتقدمة ليست دقيقة، لان معظم الحالات لا يتم تسجيلها لأسباب عديدة تعود أهمها لعدم الاستشارة الطبية بسبب الحياء أو خصوصية المرض، ولكن على حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فهنالك حوالي  400 مليون حالة جديدة من الامراض الجنسيه في كل سنة وفي عام 2011 وصل مجموع المصابين بالايدز الي 34 مليون. ولكن الإحصائيات المتوفر في بعض الدول النامية تتسم بعدم الدقة بسبب: اعتماد تشخيص المرض اكلينيكيأ فقط لعدم توفر وسائل التشخيص المخبريه المتقدمة -عدم استشاره بعض المرضى للطبيب ومحاوله العلاج الشخصي باستخدام المضاد الحيوي من الصيدليات دون وصفة طبية. وهنا تكمن الخطورة حيث أن عدم الحصول على إرشادات الطبيب والتشخيص الصحيح واختيار المضاد الحيوي المناسب هي من أهم العوامل التي تؤدي إلى بقاء المرض مزمناً مسبباً للمضاعفات. ان الاستخدام السيئ للمضاد الحيوي في مرض السيلان يؤدي إلى مناعه البكتيريا المقاومه للدواء فاستفحال المرض. أن أكثر من نصف النساء المصابات ببكتيريا السيلان أو الكلاميديا المزمن لا تظهر عليهم أية أعراض للمرض مع قابليتهم لنقله إلى الاصحاء.

يعتبر الزهري من الأمراض النادرة ولكنه يتسبب في مضاعفات عديده أخطرها ما يصيب الجهاز العصبي والدوري. وبالامكان انتقاله الي الجنين من الأم المصابة مما يتسبب في أمراض عديدة وتشوهات خلقية.

الهربس وهومرض اخر يتسبب بتقرحات في الجهاز التناسلي والفم, ومن أهم خواص الفيروس المسبب لهذا المرض هو البقاء داكنا في الألياف العصبية الطرفية لمدة طويلة حيث يستعيد عافيته بعد فترة من الزمن عندما تضعف مناعة المصاب عندها يهاجم الجسم.

لعل من أخطر الأمراض التناسلية هو مرض الإيدز الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي وعن طريق الاتصال المباشر بدم المريض كمثل نقل الدم وتعاطي المخدرات وزراعه الأعضاء. وهو لا ينتشر فقط بين المصابين بالشذوذ الجنسي ولكن وجد بأنه منتشر بين النساء كذلك. فبالرغم من البحوث المستمرة إلا أنه لا يوجد حتى الآن علاج فعال للقضاء التام على الفيروسات المسببة للمرض أو مصل يعمل على الوقايه منه.

 ختاما للحد من انتشار هذه الأمراض فلابد من انتهاج وسائل متعددة للوقاية اهمها التمسك بأدب القرآن الكريم والسنة المطهرة والتعاليم الاسلاميه والأخلاق الشرقية الحميده التي تساعد على منع الإصابة بتلك الأمراض و الحد من انتشارها. ثم التثقيف الصحي والجنسي للجميع وبالاخص فئة المراهقين والشباب الذي يعتبر عاملاً هاماً جداً في الوقاية. وعليه لا بد من شمول مناهج التعليم المدرسي على مقررات تثقيفية عن الجنس عامة والأمراض الجنسية خاصة حيث تشير الدراسات بأن العامل الرئيسي لانتشار هذه الأمراض هو الجهل ثم الجهل.

المســــــنون – وقفــــــــة وفـــــــاء

نحن جميعا نشكل جزء من دورة الحياة هذهفكل لحظة فيها سواء كانت عند بدايتها أو قرب نهايتها لابد من أن تعتبر كنزا وأن تكون مناسبة للاحتفال (منظمة الصحة العالمية).

لقد ساهمت جودة الرعاية الصحية في الدول الخليجية وتوفر الخدمات العنائية لجميع مواطنيها بالارتقاء بصحة الفرد والمجتمع مما أدى إلى إطالة متوسط العمر ونقص نسبة الوفيات الذي انعكس بصفة مباشرة على عدد المسنين مؤديه إلي زيادة مطردة في نسبتهم, حيث نجد وعلى سبيل المثال, إن النسبة في عام 1992 في البحرين كانت 2،4% ووصلت في عام 2003 إلى 5% ومن المتوقع أن تصل إلى 25% بحلول عام 2050. وعلى مستوى العالم فنسبة الزيادة المتوقعة ستتخطى 233% من العدد الحالي للمسنين.

تعرف الشيخوخة بالعملية التي تحول الإنسان السليم إلى شخص قصم أو إنسان سهل التكسر،. إلا إنها عملية غامضة غير مفهومة لا يوجد لها تفسير شامل حتى الآن. فعندما تؤثر على صحة و رفاهية الإنسان فإنها تكون أكثر معوق للجسم من أي سبب آخر وتعتبر كذلك أحد الأسباب الرئيسية لامكانيه حدوث الأمراض.

تتعدد المشاكل التي يتعرض لها المسن فتتناقص كفاءة معظم الأجهزة العضوية في جسمه ولكنها تتحدد في ثلاثه امور رئيسيه: تأثر القدرات العضلية التي تتسبب في إعاقة الحركة وعدم الاتزان مؤديه إلي زيادة احتمالات التعرض للحوادث والسقوط المتسبب  في مضاعفات من أهمها الكسور والجروح. واختلال التوازن في الأداء الوظيفي لأعضاء وغدد الجسم المساعدة علي الوظائف التي تؤدي إلي نقص المناعة وبالتالي التعرض لأمراض عديدة ومن بينها الأورام. وكذلك نقص الكفائه الذهنية حيث يعتبر ضـمور الدماغ من أهم مضـاعفاتها المؤثرة على المـهام الوظـيفية للدماغ، مؤديه إلى النسيان والشرود الذهني وعدم القدرة على التركيز.

الا ان البحوث العلمية أثبتت على أن السبب الرئيسي والمباشر لتدهور صحة المسن وعدم قدرته على الاعتماد على ذاته لربما تكون بسبب اختلال التوازن النفسي الذي ينتج من تلك العزلة المفروضة عليه من قبل الاهل او المجتمع حيث لن تقتصر المخاطر على المضاعفات الجسدية فحسب وإنما تزيد من الإحساس بعدم الأهمية ومن ثم الاكتئاب المؤدي في كثير من الأحيان إلى الشعور بعدم الرغبه في الحياة وقد يجوز الانتحار.

تشمل رعاية المسن الاعتناء بأمور عديدة, أهمها الجانب النفسي كما أن الرياضة العضلية تساعد علي الإبقاء علي القدرات العضلية و تقويه الجسم مانعه من إصابتها بالضعف والوهن ورافعه للمناعة ضد الإمراض كما يجب الحرص على استمراريه ممارسه المسن نوعا من الأعمال الشاغلة للذهن التي تحتاج إلى التركيز والتفكير كي تعمل علي الحفاظ على جزء كبير من القدرات الذهنية, فالانخراط في القراءة ومزاولة بعض الألعاب الذهنية يساعدان على الحضور الذهني المستمر.

إن للمسنين دين علينا فلديهم الخبرة والعلم الذي يتوجب علينا الاستفادة منها ولابد من اصدار التشريعات اللازمة لصون كرامتهم وتوفير الأمان لهم ومساعدتهم على العيش باستقلالية وسط أهلهم وأحبائهم في بيئه أمنه تتناسب مع قدراتهم الجسمانية ، فهم جزء لا يتجزءا من المجتمع لم يبخلوا عندما كانوا في قمة العطاء ولا بد من رد الجميل.

1 2 3 4