تتكون اذن الانسان من ثلاثة أقسام: الاذن الخارجية والوسطي والداخلية وجميعها تعمل في منظومة متناسقة للسمع والتوازن هذا وتكتمل نمو الأجهزة الحسية والقوقعة لدي الجنين الطبيعى خلال الاسبوع 24 من الحمل. والجنين بإمكانة سماع العديد من الأصوات وخصوصا تلك التى تحدث فى الرحم فإحدي الدراسات قامت بوضع ميكرفون مائى في رحم احدي الامهات اثناء الحمل ووجدت انه حتى في حالات الهدوء التام هنالك اصوات عديدة تشمل صوت جريان الدم في الأوعية وأصوات غرغرة المعدة وضربات قلب الأم وكلها في الغالب تساعد علي نمو السمع لدي الجنين, كما يمكن للجنين عند الاسبوع 17 من الحمل (اي الشهر الرابع) من سماع اصوات العالم الخارجى وخصوصا الصادرة من ألأم حيث يتمكن من ضبط ايقاع سمعه للاصوات المستقبلة ولغتها ونبراتها مما يعمل علي متانة الرابط العاطفي بين الطفل وأمة بعد الولادة, كما يمكن للجنين سماع المحادثات اليومية في المنزل والأدهى من ذلك أنه يتعود علي اللهجة واللكنة المستخدمة لدى الوالدين ويستطيع تمييز اصوات الاقارب فتكون غير غريبة علية بعد الولادة.
الا ان للأصوات تأثير على الحمل وعلى الجنين فالضوضاء يؤذي الجنين والنساء اللواتي يتعرضن بإستمرار إلى اصوات عالية بقياس اكثر من 80 ديسيبل تزداد لديهم احتمالات تقصير مدة الحمل (اي الولادة قبل الموعد) وتأخر نمو الجنين وانخفاض وزنة عند الولادة كما تزداد احتمالات فقدان السمع للأصوات ذات التردد العالي كما ان دراسة أخري بينت أن التأثير قد يكون على المدى البعيد فهؤلاء الاطفال من الممكن ان يصابوا بخلل فى السمع عند بلوغهم سن 4-10 سنوات.
ولتبيان تأثير الأصوات على الأجنة وجدت الدراسات ان نبضات قلب الجنين تزداد وتتسارع عند الإسبوع 26 (اي مع منتصف الشهر السادس) من الحمل في تفاعل مع الأصوات الخارجية كما لوحظ تناغم التنفس مع الاصوات ذو الترددات المنخفضة كالقران والموسيقى. وبدأّ من الاسبوع 38 (الشهر التاسع) من الحمل يتفاعل الجنين بنوعية ومعدل حركات مختلفة, و في دراسة اخرى وجد أن الجنين يتفاعل مع الأم بشكل حاد عندما تضحك فهو يطفو رأسا على عقب ويرتد صعودا ونزولا في الرحم.
وتنشأ لدى الأطفال مهارات حركية أفضل وتطوير في المهارات اللغوية و المعرفية حتى ستة أشهر من العمر عندما يعرضون لسماع الموسيقى اثناء الحمل. إلا أنه لا تزال تلك الاستنتاجات قيد البحث.
ختاما فإن الأصوات تترك أثرها في الأجنه بطريقة لا يدركها العلم ولكن يعلمها الله.
وصدق الله العظيم حين ذكر في محكم كتابة:
“والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون.”
(النحل: 78)