بروفيسور/د فيصل عبد اللطيف الناصر
كلية طب أمبريل : لندن
رئيس مركز الرعاية الصحية المنزلية
هذا هو داء آخر عاد ليصيب البشرية فدقت نواقيس الخطر له في معظم دول العالم اال ان الطب يقف عاجزًا عن إيجاد العالج له. انه المرض القاتل اإليبوال حيث يتسبب في نسبة وفيات تصل الي %90 .
تفيد االحصائيات ان هناك 3069 اصابه في بعض دول افريقيا مع حدوث 1552 وفاة, شاملة للكثير من العاملين في القطاع الصحي. بينما تتوقع منظمة الصحة العالميه ان تتزايد عدد االصابات لتصل الي 20000 اصابه خالل التسعة شهور القادمة وتكلفة اكثر من نصف بليون دوالر لمنع انتشارة.
يرجع اسم إيبوال EBOLA إلى اسم نهر موجود في زائير ويطلق على المرض كذلك مسمى ” الحرارة النازفة األفريقية “. لقد ظهرت أول اصابة في ألمانيا بعام 1967م. وفي الفترة مابين 1976 وعام 1979م حدثت عدة حاالت في أفريقيا فأصيب 237 بالمرض في زائير حيث توفى منهم 211 شخص.
ينتقل الفيروس إلى اإلنسان من الحيوانات البرية وخصوصا نوع من خفافيش الفاكهة و القرود الموجودة وينتشر بين صفوف التجمعات البشرية عن طريق انتقاله من شخص آلخر.عن طريق المالمسة المباشرة لدم المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه األخرى وينتقل كذلك عن طريق استخدام الحقن )اإلبر( الملوثة بالفيروس. وكثيرا ما ُيصاب العاملون في مجال الرعاية الصحية بالعدوى لدى تقديم العالج للمرضى المصابين بها ففي السودان في الفترة مابين 1976 وعام 1979م أصيب 76 من الكادر الطبي وتوفى منهم 41 شخص.
يهاجم الفيروس عند انتقاله لإلنسان الجهاز اللمفاوي والكبد والبنكرياس مؤديا إلى ضمور خاليا الكبد. وتتراوح فترة حضانة المرض ما بين2 و 21 يوم. حيث يشكو المريض في البداية من صداع مفاجئ في الرأس وارتفاع تدريجي في درجة حرارة الجسم ثم الحمى والوهن الشديد واالم في العضالت وخصوصًا عضالت الظهر والتهاب الحلق، ويشكو من اللوعة واالستفراغ واإلسهال وألم في الصدر وكحة, وبحلول اليوم الرابع من العدوى يشتكي المصاب من ألم في البلعوم والبطن، ثم يبدأ ظهور بثور في جدار البطن والظهر في اليوم الخامس الذي ينتشر إلى األطراف وعادة ما تكون النزيف من الجهاز
هذه البثور نازفة، وقد تختفي في خالل يومين أو ثالثة. كما يبدأ النزيف في اليوم الخامس وخصوصًا الهضمي )استفراغ دم وخروج دم مع البراز( وهذا يؤدي إلى نقص شديد في سوائل الجسم وعناصر الدم مما يتسبب في هبوط ضغط الدم والدخول في غيبوبة وبالتالي الوفاة مع حدوث الجلطات الدمويه. وتظهر النتائج المخبرية انخفاضا في عدد الكريات البيضاء والصفائح الدموية وارتفاعا في معدالت إفراز الكبد لألنزيمات. هذا ويتم التشخيص عن طريق فحص الدم بعد عزل الفيروس المسبب للمرض.
1 حتى اآلن فانه ال يوجد عالج أو لقاح فعال لحمى اإليبوال النزفية. إال انه تم خالل االسبوع الماضي اكتشاف مصل تم تجربتة علي الحيوانات وبانتظار معرفة فعاليته علي االنسان. يتطلب من المصابون بالمرض رعاية مركزة حيث يوضع المريض في العناية القصوى ويتم تعويضه عن السوائل والعناصر المفقودة من جسمه و محاولة عالج المضاعفات .
وتتم الوقاية بشكل عام بواسطة عزل المريض والتخلص المحكم من جميع مخلفاته التي عادة ما تحتوي على الفيروس السوائل المفرزة من جسـم المريـض ) كالقئ والدم وسوائل اللعاب والبراز( ويجب أخذ االحتياطيات الواقية
ًا
وخصوصـ
للفريق الطبي المعالج لمنع انتشار المرض منها لبس المالبس الواقية والكمامات والقفازات وعدم لمس إفرازات إلى أن تؤكد
المريض باليد المجردة. وال بد من عزل األشخاص الذين يالمسون المرضى عن قرب لمدى 21 يومًا التحاليل المخبرية خلو دمهم من الفيروس.