يعتبر الصيام عملية فسيولوجية للصيانة السنويه للجسد والروح. فكما نقوم بالصيانة الدورية لمعظم الاجهزه التي بحوزتنا كالسيارة مثلا سعيا لاكتشاف الخلل مبكرا ولتحسين الاداء وإطالة العمر, فكذلك شهر رمضان الذي يعد مسؤلا عن هذه العملية في الإنسان.. فعلى صعيد الجسد يعمل الصيام علي تصفية الدورة الدمويه وتنقية خلايا الجسم من ترسبات عمليات الهضم وسمومها المتراكمة علي مدار العام الواحد ومنح الراحة لأعضاء وأجهزة الجسم المختلفة لكي تسترد حيويتها ونشاطها لدوره أخرى من الحياة مما ينعكس علي عمر الإنسان واطالته. وأما على الجانب الروحي فيساعد الصيام على تهذيب الروح وتطويع النفس   وزيادة القدرة على الصبر وتحمل الصعاب والأذى وبالتالي الارتقاء بخلق وتصرفات الإنسان وتحسين سبل تعامله مع الآخرين.

هذا ولاستدامة فوائد شهر رمضان على مدار العام فلابد من الاستمرار في اتباع العادات الحسنة المقتبسة من هذا الشهر الفضيل  الذي يعتبر شهر من التدريب العملي لضمان الاداء الجيد لبقية شهور العام, فكما ان هنالك تدريب مكثف للجندي او العسكري قبل دخول مضمار العمل فهو كذلك في شهر رمضان, لذا لابد من الاستمرار في التمسك بالسلوك والعادات الغذائية الصحيه وعدم الافراط والإسراف والتبذير حيث أن اية زيادة في كمية ونوعية الطعام المأكول فوق الاحتياج اليوميى للجسم يؤدي الي السمنة وتراكم الشحوم وبالتالي أضرار صحية متعددة بسبب ضيق الأوعية الدموية والتي تمنع سلاسة جريان الدم ثم نقص في روية اعضاء عديدة من اهمها القلب والدماغ.

وأما على الصعيد الروحي والنفسي فلاشك من ان الاستمرار في إتباع نفس العادات الحميدة المنتهجه والتي طوع الإنسان عليها نفسه خلال 30 يوم من شهر رمضان المبارك كمثل حسن التعامل مع الآخرين وغض البصر والابتعاد عن النميمة وعدم الكذب الخ…. تعتبر من الأمور التي تقوي من عزيمة الإنسان وتدعم من مقدرته على الصبر والتفاني وتقلل من التوترات النفسية والعصبية فتطمئن النفس وتستقر وتنعم بالسعادة والرضا مما ينعكس مباشرة على صحة الجسد والوقاية من امراض عديدة وخصوصا أمراض العصر التي تؤثر مباشرة على القلب.

إن كل ما ذكر من فوائد لشهر رمضان لا  يؤثر على صحة الفرد فحسب بل يمتد إلى كل المجتمع… فعندما تقل نسبة حدوث الأمراض ومضاعفاتها فان ذلك ينعكس مباشرة علي صحة المجتمع مما ينتج عنة مجتمع نشط قادر على الإنتاج و العطاء كما ان الفوائد الروحية والنفسية للصيام تعمل علي استقرار المجتمع والإقلال من الحوادث المختلفة المتسببة في اضطرابة كالسرقة والإجرام والقتل والنميمة وبالتالي نجد ان فوائد الصيام لا تنحصر علي شخص الإنسان فحسب ولكن على مجموعة أفراد المجتمع ككل.