طبيب العائله هو الطبيب الشامل الذي يمتاز بالصفات والمعرفة التي تؤهله لتقديم الرعايه الصحيه والنفسيه والاجتماعيه لجميع افراد الاسره دون الاعتبار للسن اوالجنس او نوعيه المشكله الصحيه وذلك بشكل دائم ومتواصل. لذا فهو يهتم بالإنسان جسدا وعقلا وروحا ويعتبر الحامي للأسرة في كل ما يتعلق بالصحة. كما انه الطبيب الذي يحرص علي تشخيص العلل منذ بدايه بذره نشوءها فيعالجها مانعا لاستفحالها. وبالتالي يعمل علي تقديم الرعايه الشموليه المبكره والمستمره لوقايه الفرد والعائله ضمن مجموعه المجتمع فهو خط الدفاع الأول لصحه الفرد.
ان تعزيز صحة الأصحاء ومعالجة أمراض المرضى هي من ضمن اولويات طبيب الاسره, فيقدم الرعايه الوقائيه والعلاجيه للامراض الحادة و المزمنه. الا ان خدماته لاتنحصر في الخدمات العلاجيه تلك بل تشمل الخدمات التثقيفيه فيكون المستشار الطبي الاول للعائله في جميع المشكل الصحيه والنفسيه وذلك بسبب قربه من افراد الاسره والذي يؤهله لمعرفه العوامل و الظروف الاخري التي تؤثر علي معاناه المريض وكذلك تفهمه للجوانب العاطفيه والنفسيه للمريض واسرته اضافه للعوامل الاجتماعية التي تؤثرعلي المريض ومرضه . فيصبح هو المرجع الصحي لهم جميعا مما يؤدي الى رفع المستوى الصحي والذي يسهم في تخفيف العبىء المالي على المريض وبالتالي علي الدوله.
لقد عمل الاطباء المسلمون القدامي بنظام طب الاسره حيث انهم كانوا اطباء شموليين اي انهم كانوا يعنون بجميع العلل صحيه كانت اونفسيه اوارشاديه ولجميع أفراد الأسرة. فكان يسمي الطبيب بالحكيم لما كان يتمتع به من مهارات وثقافه وحكمه في الطب والعلوم الاخري تمكنه من تقديم الرعايه لمختلف المشاكل التي يشكو منها الفرد. وبالتالي فان طب الأسرة كان ينمو مع نمو البشرية. وكانت كلا البحرين ولبنان في عام 1980هم من اوائل الدول العربيه التي اهتمت بهذا التخصص واسست برنامج لتدريب الاطباء فيه وتلا ذلك الدول العربيه الاخري. ولازال يعتبر حلما في اقطار اخري.
ان طب الاسره لهو قاعده الهرم لجميع الخدمات الصحيه التي توفرها الدوله للمجتمع فهي تعمل علي توفير خدمات ذات جوده عاليه تساعد في رفع المستوي الصحي للفرد والمجتمع ضمن ميزانيه معتدله تعمل علي تخفيض كلفة الإنفاق العام في الصحه. فهو يعمل علي الارتقاء بصحه الفرد والمجتمع بتكلفه معقوله وخصوصا في الدول العربيه التي تنتشر فيها نسبه الامراض المعديه والغير معديه.
اوردت منظمه الصحه العالميه وكذلك الهيئات الصحيه الدوليه ان 90% من المواطنين في المجتمعات يحتاجون إلى الرعاية الصحية الأولية الا انه من المفارقات الغريبه ان 10% فقط من ميزانية الصحة في هذه الدول تخصص إلى الرعاية الصحية الأولية علما بان الدراسات اوضحت ان وجود طب الأسرة قد يكون هو الحل لغالبيه المشاكل الصحيه التي يشكو منها اي مجتمع.