النوم عبارة عن غياب  أني للوعي والشعور، وحالة انعكاسية بين اليقظة وغياب الوعي. ولكنه ليس حدثا سلبيا وإنما عملية نشطة تشمل تغيرات فسيولوجية داخلية يحتاج لها كل جسم.

إن معدل حاجة الانسان البالغ للنوم هي ثمان ساعات إضافة لفترة قصيرة بعد الظهر (القيلولة) التي لا تقل اهميتها عن النوم في الليل. وفي مرحلة الطفولة يكون الاحتياج كبيرا.  فالطفل بعد الولادة مباشرة لا يستيقظ إلا للرضاعة فينام بمعدل 18 إلى 20 ساعة في اليوم ويبدأ في التناقص مع الزيادة في العمر ليصل الي 12 ساعة في عامه الأول. أما في الشيخوخة فيقل عدد ساعات النوم في الليل وعدم الانتظام مع الاستيقاظ مبكرا في الصباح.

للنوم مرحلتين الأولى يسمى بنوم الموجات البطيئة، ويتصف بالبطء في الموجات الدماغية والجهاز الدوري والتنفسي والعصبي. والثانية تسمى بفترة النوم النشيط الغير منتظم حيث لا يكون النوم عميقا مع احتمالات اليقظة بين الآونة والأخرى وبها تزداد حركة العينين وتضطرب مقاييس الضغط والتنفس وعادة تراود الأحلام الإنسان في هذه الفترة.

يعتقد أن للإنسان ساعة بيلوجيه متناسقة ومتأقلمة مع عدد ساعات النهار والليل، ومواعيد الضوء والظلام وبالتالي ننام عندما يحل الليل ونستيقظ مع إشراقة الصباح.  الا انه وجد بان الضوء والظلام منفردين لا يتحكمان في النوم، والدليل على ذلك شتاء دول أوروبا حيث يحل الظلام مبكرا والشروق مؤخرا، فلا يعني ذلك أن يجنح الإنسان للنوم في ذلك الوقت المبكر أو يسيقظ في وقت متأخر من النهار. فمن الخواص المميزة للإنسان والتي تبدأ منذ الصغر هي سرعة التأقلم مع البيئة المحيطة، فالمسافر سرعان ما يعتاد علي المواعيد الجديدة للنوم واليقظة إلى أن يرجع إلى موطنه وتعود عملية التأقلم لتعمل من جديد.

إننا نقضي ثلث حياتنا في النوم ومع ذلك لا يعرف الكثير منا إلا القليل عن أهميتة وضروراته. وهناك عدة نظريات لفؤاد النوم فهو يساعد علي:

نمو دماغ الجنين والرضيع خلال نوم الموجات البطيئة فحالة السكون هذه تعمل علي تكوين نقاط الاشتباك العصبي في الدماغ.

استعادة واسترجاع أجهزة الجسم لحيويتها

الحفاظ على طاقة الجسم حيث يقلل من معدل عملية الاحتراق الداخلي .

تعزيزالذاكرةوالتعلم

المساعدة على نسيان ومسح مخزن الذكريات المؤلمة والغير ضرورية.

الحماية من ضراوة الاحاسيس المفرطة للمؤثرات الخارجية.

توازن الحاله النفسية والعاطفيه, فالأحلام تعمل علي تصريف آمن للعواطف الزائدة.

هذا وللنعاس عواقب وخيمة، فالنعاس أثناء العمل يؤدي الي اخطاء جسيمة واثناء  القيادة يكون مميتا ففي امريكا يحصل 100،000 حادث سيارة سنويا بسبب النعاس اثناء القيادة.

وكذلك ألأرق يؤدي الذي له اسباب عدة منها: الالم والمرض والبرد والحرارة والخوف والقلق والاضطرابات النفسيه والجوع والحوادث المؤلمة وكثرة تناول المنبهات وحالات توقف التنفس أثناء النوم يتسبب في مضاعفات صحية منها: صعوبة التركيز، هفوات الذاكرة، فقدان الطاقة، التعب والخمول، عدم الاستقرار النفسي. ويتسبب الحرمان المدقع من النوم في حالة واضحة من الذعر والهلوسة وتغيرات فسيولوجية في الدماغ والجسم .

واخيرا فالنوم ليس مجرد شيء لمليء الوقت عندما يكون الشخص غير نشط  بل يعتبر عملية حيوية ضرورية للإنسان لا خيار فية حيث أظهرت الدراسات أنة مهم للبقاء على قيد الحياة.