نحن جميعا نشكل جزء من دورة الحياة هذه… فكل لحظة فيها سواء كانت عند بدايتها أو قرب نهايتها لابد من أن تعتبر كنزا وأن تكون مناسبة للاحتفال (منظمة الصحة العالمية).
لقد ساهمت جودة الرعاية الصحية في الدول الخليجية وتوفر الخدمات العنائية لجميع مواطنيها بالارتقاء بصحة الفرد والمجتمع مما أدى إلى إطالة متوسط العمر ونقص نسبة الوفيات الذي انعكس بصفة مباشرة على عدد المسنين مؤديه إلي زيادة مطردة في نسبتهم, حيث نجد وعلى سبيل المثال, إن النسبة في عام 1992 في البحرين كانت 2،4% ووصلت في عام 2003 إلى 5% ومن المتوقع أن تصل إلى 25% بحلول عام 2050. وعلى مستوى العالم فنسبة الزيادة المتوقعة ستتخطى 233% من العدد الحالي للمسنين.
تعرف الشيخوخة بالعملية التي تحول الإنسان السليم إلى شخص قصم أو إنسان سهل التكسر،. إلا إنها عملية غامضة غير مفهومة لا يوجد لها تفسير شامل حتى الآن. فعندما تؤثر على صحة و رفاهية الإنسان فإنها تكون أكثر معوق للجسم من أي سبب آخر وتعتبر كذلك أحد الأسباب الرئيسية لامكانيه حدوث الأمراض.
تتعدد المشاكل التي يتعرض لها المسن فتتناقص كفاءة معظم الأجهزة العضوية في جسمه ولكنها تتحدد في ثلاثه امور رئيسيه: تأثر القدرات العضلية التي تتسبب في إعاقة الحركة وعدم الاتزان مؤديه إلي زيادة احتمالات التعرض للحوادث والسقوط المتسبب في مضاعفات من أهمها الكسور والجروح. واختلال التوازن في الأداء الوظيفي لأعضاء وغدد الجسم المساعدة علي الوظائف التي تؤدي إلي نقص المناعة وبالتالي التعرض لأمراض عديدة ومن بينها الأورام. وكذلك نقص الكفائه الذهنية حيث يعتبر ضـمور الدماغ من أهم مضـاعفاتها المؤثرة على المـهام الوظـيفية للدماغ، مؤديه إلى النسيان والشرود الذهني وعدم القدرة على التركيز.
الا ان البحوث العلمية أثبتت على أن السبب الرئيسي والمباشر لتدهور صحة المسن وعدم قدرته على الاعتماد على ذاته لربما تكون بسبب اختلال التوازن النفسي الذي ينتج من تلك العزلة المفروضة عليه من قبل الاهل او المجتمع حيث لن تقتصر المخاطر على المضاعفات الجسدية فحسب وإنما تزيد من الإحساس بعدم الأهمية ومن ثم الاكتئاب المؤدي في كثير من الأحيان إلى الشعور بعدم الرغبه في الحياة وقد يجوز الانتحار.
تشمل رعاية المسن الاعتناء بأمور عديدة, أهمها الجانب النفسي كما أن الرياضة العضلية تساعد علي الإبقاء علي القدرات العضلية و تقويه الجسم مانعه من إصابتها بالضعف والوهن ورافعه للمناعة ضد الإمراض كما يجب الحرص على استمراريه ممارسه المسن نوعا من الأعمال الشاغلة للذهن التي تحتاج إلى التركيز والتفكير كي تعمل علي الحفاظ على جزء كبير من القدرات الذهنية, فالانخراط في القراءة ومزاولة بعض الألعاب الذهنية يساعدان على الحضور الذهني المستمر.
إن للمسنين دين علينا فلديهم الخبرة والعلم الذي يتوجب علينا الاستفادة منها ولابد من اصدار التشريعات اللازمة لصون كرامتهم وتوفير الأمان لهم ومساعدتهم على العيش باستقلالية وسط أهلهم وأحبائهم في بيئه أمنه تتناسب مع قدراتهم الجسمانية ، فهم جزء لا يتجزءا من المجتمع لم يبخلوا عندما كانوا في قمة العطاء ولا بد من رد الجميل.