يعتبر متلازمة داوون مرض وراثي يحدث بسبب اختلال في عدد الكروموسومات في الخلية فتتواجد نسخة إضافية من كروموسوم 21 أو جزء منه. وتصيب المتلازمة واحد في كل 733 ولادة حية وتزداد النسبة بازدياد عمر المرأة عند الحمل. يتميز بشكل عام يبدو كإنتمائه لدول شرق آسيا (كالمنغولي), فيبدو مستدير الوجهة مع صغر الذقن وانحدار جسر الأنف وميول العينان إلى الأعلى وصغر الاذن والفم الذي يبرز منه اللسان وقصر القوام وصغر حجم اليدين والقدمين  ووجود تجعيد واحد بدل من ثلاثة في كف اليدين كما يتعرض المصاب لمشاكل عديدة كمثل عيوب خلقية في القلب وضعف العضلات ودرجات متفاوتة من الاعاقة الفكرية والذهنية المؤدية لصعوبة التعلم وضعف السمع واضطراب الغدة الدرقية ومرض الزهايمر (النسيان) وفي حالات نادرة الاصابة باللوكيميا وضعف جهاز المناعة والصرع.

وبصرف النظر عن مختلف العاهات البدنية والعقلية فإنهم وأهاليهم يواجهون العديد من الامور اليومية تجعل حياتهم أكثر صعوبة أهمها هي وصمة العار وخصوصا في المجتمعات الشرقية ومواجهة مشاكل الحياة العامة والخاصة وفي المدرسة وأثناء الرياضة.

إن الإيماءات والإشارات التي تنبعث من الناس من خلال التفاعلات الاجتماعية كتلك الغير اللفظية مثل لغة

الجسد وتعابير الوجه جنبا إلى جنب مع تلك اللفظية تؤثر في المصابين وتؤخر نموهم النفسي والقدرة على التواصل مع الآخرين. كما ان الأطفال يتأثرون عادة بسلوك من حولهم وخاصة الوالدين حيث انهم بحاجة الى المحبة والشعور بالأمان والدفء والرعاية الا انه في 30٪ من الاحيان قد لا يكون بمقدور الوالدين مواجهة الضغوط الكبيرة بوجود هذا الطفل لديهم ورعاية اطفالهم المعاقين عندئذ هم بحاجة للتكيف مع هذا النوع من الأبوة والأمومة والتربية ولابد من دعم الأقارب والاصدقاء ومجموعات دعم الوالدين والخدمات المهنية التي إذا ما اختلت ستساهم كثيرا في التأثير الى حد كبير بنفسية المصاب ونموه.

 إن للمصاب بمتلازمة داوون حقوق واحتياجات كأي شخص آخر فتتأثر حالته بنوعية العناية والرعاية والتعليم المقدم له كما تتأثر حياته اليومية بالوسائل المتوافرة له وبمواقف الناس تجاهه. لذا لا بد ان يتم تعليمهم القراءة والكتابة مبكرا وتنمية وتحسين مهاراتهم الذاتية وتوفير سبل اللعب والترفيه لهم فضلا عن إتاحة الفرص لهم للمشاركة في المجتمع وإدماجهم فيه من خلال تسجيلهم في المدارس العامة وتوظيفهم وربط الصداقات والعلاقات وايجاد شريك الحياة لهم وتسهيل زواجهم وتهيئة سكن مستقل لهم. وختما فبالرغم من عدم إمكانية تغيير المشاكل الجينية لدي المصابين والتي تحد من قدراتهم إلا أن التعليم والرعاية المناسبين قد يحسنان من جودة حياتهم. وبسبب صعوبة تشخيص تدني مستويات ذكاءهم في سن مبكرة جدا فالعلاج والدعم الطبي في الوقت المناسب قد يحسنان من جودة حياتهم بشكل كبير جدا.