كثرت مؤخرا عادة خطرة تهدد المجتمعات وتنخرفي كيانها فتفقدها توازنها حتي تؤدي إلى انهيار بنيانها المتراص والذي يعتبر الإنسان أحد الركائز الهامه بها… وما هذه العادة إلا داء الإدمان علي المخدرات.
ان خطورة الادمان لا تقف عند تلك الحدود بل تتعدي إلى مضاعفات صحية متعلقة بالمدمن ومشاكل اجتماعية ونفسية واقتصاديه كبيرة مؤثره علي جميع افراد المجتمع…. فلقد بينت الاحصائات في امريكا بان المخدرات تكلف حوالي 600 بليون دولار سنويا ناتجه عن فقدان الانتاجيه والتكلفة الطبيه. وان 75% من العنف الاسري الحاصل هو بسبب الادمان علي الكحول و 25% من جميع الوفيات ناتج عن الكحول والسجائر.
ان المواد المستخدمة والمؤديه للإدمان عديده ،فهي تتراوح بين المخدر البسيط إلى المخدرات الأكثر تأثيراً وإدماناً فتشمل: المسكرات كالكحول حيث تصل نسبه الادمان عليها عالميا الي معدلات مرتفعه جدا (اكثر من 17% في روسيا و 1.2% في البحرين). كما ان المخدرات الاخري كتلك التي تستنشق مثل الكوكايين والمركبات البترولية والغراء، والتي تحقن كالهيرويين والمورفين والتي تدخن كالحشيش او التي تبلع كالحبوب المهلوسه وكما ان هناك العديد من المواد التي بها خطورة مماثله وتدخل ضمن دائرة الاعتياد ومنها القات (الذي يعتبر منشط عند البعض) والتبغ …فجميعها تشكل مجموعة من العقاقير الخطره جدا المسببه لاعتياد واعتماد الجسم عليها بعد اخذ فقط عدد بسيط من الجرعات وكما للمخدرات خاصية سيئة جدا ألا وهو اعتياد الجسم واعتماد وظائفه الحيويه على المخدر, فعندما تقل نسبة المخدر في الجسم يصاب المعتاد بعوارض عديدة وشديده قد تودي بحياته فنجده متلهفا علي اخذ جرعات اضافية منه لإزالة ذلك العرض.
ولا تقف مضاعفات الادمان عند ما مذكوره فهنالك مساويء عديدة اخري منها: مشاكل اقتصادية…. حيث تستقطع المخدرات جزء كبير من دخل الفرد بسبب الاعتياد وكذلك لغلاء أسعارها….ذكرت الاحصائيات ان نسبه كبيرة من الطلبه الامريكان يصرفون علي الكحول اكثر من صرفهم علي الكتب والطعام والترفيه … وكما ان المشاكل الأسرية الناتجة عن إدمان الأب أو الأم تتسبب في هدم كيان العائلة لارتفاع نسب العنف الاسري وزيادة معدلات الطلاق وكثرة الاضطرابات النفسيه لدي الاطفال. كما ان معدلات الجريمة بشتى أنواعها سواء كانت سرقة أو اعتداء أو حتى القتل تزداد لدى المدمنين وكذلك اطفالهم اضافة الي ارتفاع معدلات الحوادث…. ولا يمكن في هذا السرد السهو عن المشاكل الصحية التي تتسبب بها عادة الادمان فلها تأثير مباشر علي معظم اعضاء الجسم اهمها القلب والدماغ والرئتين وجهاز المناعة فتكثر احتمالات الاصابة ببعض أنواع من الأمراض منها: التهاب الكبد الوبائي و مرض نقص المناعة (الإيدز) و الأمراض الجلدية و الالتهاب الرئوي و الأمراض الجنسية والتناسلية و بعض الأمراض الأخرى التي من المحتمل أن تنتقل إلى المدمنين كالتيتنوس (الكزاز) والملاريــــــــــــــا اضافة الي الأمراض البكتيرية الأخرى. اما امضاعفات العصبيه والنفسية فهي عديده حيث ان معظم أنواع المخدرات تتسبب في ضمور خلايا الجهاز العصبي مما قد يؤدي إلى أمراض عصبية ونفسية كالجنون والإكتئاب.
ختاما فالإدمان هو نوع من انواع الحرب الشعواء الموجهه من مافيا المخدرات إلى شعوب العالم جمعاء وخصوصا الدول النامية.
وبالتالي فان علينا محاربه هذه الافة الخطيره والدخيلة علي مجتمعاتنا بكل ما اوتينا من قوة وان يكون سلاحنا الفعال لمقاومة ذلك الداء هو الالتزام بالقيم الإسلامية الحنيفة وتربية أطفالنا على خلق ومثل الاسلام حيث لا يجتمع اثنان ألا وهما الإيمان و الإدمان.