جوهرة تسر الناظرين معجزة الله للمتأملين
هبة من الله مصونة ذو ألوان خلابة مفتونة
قرنية قزحية شبكية وعدسة أهذا مااحتوت أم دررٌ متراصة
أهي للبصر عامله أم للبصيرة هادفة
فهل هي للنظر مخلوقه أم للجمال موضوعة
أم للغزل موجودة
زرقاء اليمامة خُلدت بحدة بصرها مُجدت
عيونٌ ذات فتون بها دروب من فنون
تشد الملهف المجنون و يتغني بها الهائمون
شعراء بالعيون يتغزلون و بالمها هي لها مشبهون
فهل في العيون أم في النظرة هم متيمون
ليلى والمجنون تغزلوا بالعيون
تهاوت قلوبهم من نظرةٍ وتهامست خوالجهم من مقلةٍ
فبنظرةٍ تثار الشجون وببصرةٍ يهيج المكنون
وبلمحةٍ تتعرى الصدور
سهام من العيون نافذة عبر السدود سالكه و بقلب العشيق جاثية
فهي له مالكة ودون الحبيب هالكة
فتلك هي العيون الساحره الفاضحة لأسرار فاطمة
والكاشفة لحياء باسمة
فكيف لي أن أداري وهي فاضحةً لي بليلي و نهاري
أأنتي رفيقةُ دربي أم كاشفةً لأسراري
مقلةٌ تثير الشغف مرآةٌ عاكسة للشجن
رموش مهدبه للعين مجملة
حواجب منسقه للأذى مانعه
جفون محدبه للعين حارسه …وللسبات مساعده
دمعةً في المقلتين لؤلؤةً على الخدين
للأحاسيس مفسره للشجون معبره
بالمشاعر مسيطرة لآهات العشاق مسلية
للنفس الحزينة مُفّرجه ولروح كئيبةٍ مبهجه
بالألأم تنهمر في سيولٍ جارفة وفي الأفراح هي كذلك مشاركة
حسبُها لتلك …عامله بل للعيون حافظه
عن الجفاف حامية للحدقة منظفه
تنبع من غدة متفجرة بين الجفون والأنف منحصرة
بها قناةٌ متعرجة بطرف الجفن متصلة وللدموع موصلة
فيا أيها الدمع الجاري هل تستطيع إطفاء شرار ناري
قرنيةٌ لـمّاعة عاكسة شفافة
بارزةٌ كالزجاج المصقول من غير شائبٍةٍ ولا ميول
لا دم بها ولا وريد يأتيها الغذاء من القريب والبعيد
والسائل الزجاجي شفافٌ من خلفها ممّكنها من تقعور شكلها مانعا في النور انعكاسها
والقزحية وما ادراك ماهية في فن جميل زاهية
أسودٌ، أزرقٌ، وأخضر بألوان بديعة متحلية
ليست للجمال فحسب مخلوقةٌ بل لقاع العين من الأشعةُ حاميةٌ
وفي المنتصف ترى البؤبؤا فاتحا صدره في الليل واسعا
وفي النور خجولاً ضيقا
ومن وراءه عدسةٌ مطورة في وسط العين مكورة
بلورةٌ مقعرة شفافةٌ ناظرة
للرؤيا مجمعة للمسافة مقربه
في بصر القريب متمكنة ولنظر البعيد قادرة
للإشعاع كاسره للصورة عاكسة
أهي ماسةٌ متلألئة أم هي بين النجوم منورة
عملا خارقاً تقوم به لو حاول الإنسان صنعه
لاحتاج لجهازٍ ضخماً أعظم
وسائلا للعدسة مُسنًدى يحميها للبقاء دون أن ترتمي
شفافاً للصورة المرئيةُ مُستقبلي لجدار الشبكية ناقلي
شبكية في قاع العين متربعة و في بناء دقيق متزنٍ مهيأة
بها أعصاب وخلايا متشعبة عاملة دون عناء متعاضدة
لإنعكاس الصورة مغيرة ولرؤيا المبصر فاعلة
شرارات بعصبٍ منتظرٍ عابرة للمخ متجهة وعلي النظرٍ عاملةٌ
هو خلقٌ بديع من خالق مصوّرة
يا عين لقد سلبتني أشواقيَ وللحياة جعلت مراميَ
هاأنت بجمالك مسهرة وبفعالك لي محيرة
يارب قد صغّرتُ نفسي كلما امعنتُها
وبك زاد ايماني كلما ناظرتها
فتجلت قدرتك كلها بعد أن أدركتها
فهذه هي العين درةٌ فهل تضاهيها الدرر